استفتاء:
قال تعالى : ( وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً ) ، وقال : ( قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسانِيهُ إِلاَّ الشَّيْطَانُ أَن أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً ) ، ما معنى نسيان الأنبياء (عليهم السلام) ؟
وكيف نوجه ذلك مع اعتقادنا الجازم بعصمتهم ( سلام الله عليهم ) ؟
جواب:
بإسمه جلت أسمائه
بعد أن قام البرهان العقلي على لزوم عصمة الأنبياء (عليهم السلام) عن السهو والنسيان ، فإنّه يلزم توجيه ما ظاهره نسبة النسيان لهم من الأدلّة بما لا يتنافى مع البرهان العقلي ، وبما أنّ من معاني النسيان لغةً : الترك ،كما ذكر ذلك غير واحد من أئمّة اللغة ، فمن الممكن أن تحمل عليه الآية المباركة : ) وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ ( ، وكذا الآية الشريفة : ( لاَ تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ) ، ولا وجه حينئذ لحمل النسيان على معناه الحقيقي إذ القرينة العقليّة
مانعة عن هذا الحمل . وأمّا قوله تبارك وتعالى : ( فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسانِيهُ إِلاَّ الشَّيْطَانُ ) ، فلم يثبت أنّ المقصود به هو النبيّ يوشع (عليه السلام) ، حتّى تكون الآية ناقضة لعقيدة الإماميّة .