استفتاء:
كيف يؤثّر الشيطان على المعصوم (عليه السلام) فينسيه ؟
فإنّ هذه الشبهة قد أثارها الوهابيّة ، ونحن إن أجبناهم بأن معنى النسيان عند الأنبياء هو الترك ، كما في قوله تعالى : ( فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هذَا ) قالوا لنا : إنّ النسيان في الآية لا يُراد به النسيان الحقيقي ، بل المقصود به : نعاملهم معاملة المنسي في النار ، فلا نجيب لهم دعوة ، ولا نرحم لهم عبرة ، وممّا يؤكّد ذلك قوله تعالى :( قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَاب لاَّ يَضِلُّ رَبِّي وَلاَ يَنسَى ) ، وأمّا قول موسى : ( لاَ تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ ) فهو نسيان حقيقي ؟
جواب:
بإسمه جلت أسمائه
بعد قيام البرهان العقلي على عصمة المعصوم (عليه السلام)عن النسيان بمعناه المعروف ، فلا بدّ من حمل النسيان على معنى آخر ، وبما أنّ من معانيه الترك فيصحّ حمل نسيان الأنبياء عليه لأنّه هو المعنى المنسجم مع عصمتهم المبرهن عليها عقلا ونقلا .