استفتاء:
في سورة الكهف الشريفة وردت قصة موسى (عليه السلام) مع العبد الصالح ، وفيها أمران مستغربان نرجو توضيحهما :
1 ـ نسيان وصيّ موسى (عليه السلام) ـ وقيل : إنّه يوشع بن نون ، وهو نبيّ ـ والغريب نسبة نسيانه إلى الشيطان ، مع أنّ هذا لا يلتئم مع قوله تعالى : ( وَلاْغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْـمُخْلَصِينَ ) .
2 ـ قول موسى (عليه السلام) للخضر : ( لاَ تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ ) ، فإنّ هذا النسيان وإن كان لا يقدح بعصمته عن الذنوب وما أشبه ، ولكنّه منفّر ، خصوصاً أنّه كان مع قرب العهد ؟
جواب:
بإسمه جلت أسمائه
1 ـ النسيان الذي نسبه الفتى ـ على فرض كونه يوشع بن نون النبيّ ـ إلى الشيطان ، ليس ممّا يرجع إلى المعصية ، كي يتنافى مع عصمة الأنبياء ، بل هو ممّا يرجع إلى إيذاء الشيطان ، ولا دليل على ما يمنعه ، بل هو نظير
قوله تعالى : ( وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْب وَعَذَاب ) .
2 ـ وأمّا قول موسى للخضر(عليهما السلام) فالمراد من النسيان فيه هو الترك ، أي لا تؤاخذني بما تركت ، نظير قوله تعالى : ( وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ ) ، أي ترك ، وهذا ليس منافياً للعصمة ولا موجباً للنفرة .