استفتاء: 
 لماذا حزن أبو بكر يُعتبر حزن معصيّة في آية الغار ، بينما نجد في القرآن كثيراً من الأولياء وقع منهم الحزن ، وشاهد ـ مثلا ـ قوله تعالى : ( وَقَالُوا لاَ تَخَفْ وَلاَ تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ ) ، فإذا كان الحزن معصيّة ، ألا يكون ذلك مخالفاً لعصمة الأنبياء (عليهم السلام) ؟
جواب: 
 بإسمه جلت اسمائه  
 قد تحرّر في علم الاُصول أنّ الأصل في النهي أن يكون مولويّاً ، ولا  يحمل على الإرشاديّة إلاّ عند قيام القرينة على خلافه ، وبما أنّ النهي عن الحزن في الآيات الموجّهة إلى الأنبياء (عليهم السلام) مقرون بالقرائن القطعيّة ـ عقلا ونقلا ـ الدالّة على عصمتهم عن المعاصي ; لذلك يكون النهي الموجّه لهم (عليهم السلام)إرشاديّاً لا  مولويّاً ، وبما أنّ هذه القرائن بالنسبة إلى المنهي عن الحزن في آية الغار مفقودة ، فالنهي بالنسبة له يبقى على مولويّته بمقتضى الأصل .
 
