استفتاء:
ما تفسير هذا الحديث « لولاك ما خلقت الأفلاك ، ولولا عليّ لما خلقتك ، ولولا فاطمه لما خلقتكما » ؟
جواب:
بإسمه جلت اسمائه
قد طفحت كلمات العلماء من الخاصّة جميعهم ، ومن العامّة كثير منهم ، بأنّ أصل مادّة بدن الصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء ليس من مادّة هذا العالم ، بل هو من الجنة من أعلى أشجارها وثمارها ، وأمّا الروح المتناسبة مع هذا البدن التي اختارها الله لفاطمة فهي من أسرار الله تعالى التي لا نستطيع أن نفهمها ، وإنّما نفهم بواسطة الأخبار أنّ روحها خلقت من نور عظمة الله تعالى ، فقد روى الإمام الصادق(عليه السلام)عن جدّه سيّد الرسل (صلى الله عليه وآله) كما جاء في معاني الأخبار أنّه (صلى الله عليه وآله)قال : « خلق نور فاطمة قبل أن يخلق الأرض والسماء ، فقال بعض الناس : يا نبيّ الله ، أفليست هي إنسيّة ؟
فقال (صلى الله عليه وآله) : فاطمة حوراء إنسيّة ، خلقها الله عزّ وجلّ من نوره قبل أن يخلق آدم إذ كانت الأرواح » . وبذلك يظهر معنى الحديث القدسى المرويّ في كثير من كتب الأخبار « لولاك لما خلقت الأفلاك ، ولولا عليّ لما خلقتك ولولا فاطمة لما خلقتكما » ، كما يظهر أنّه لماذا عندما تدخل فاطمة الجنة يزورها الأنبياء (عليهم السلام)من آدم فمن دونه ، بل يزورها حتّى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وأيضاً يظهر أنّه لماذا أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) بعد تماميّة حشر الناس وحسابهم أوّل مَن يذهب إلى الجنّة ويتقدّم أمامه موكب واحد وهو موكب فاطمة الزهراء