استفتاء:
الحديث القائل : « خير القرون قروني » كيف ينسجم مع ما ثبتَ من تقاتل الرعيل الأوّل ، واستباحتهم دماء المسلمين وأهل بيت النبيّ ، وكيف يكون هذا الجيل أميناً على حفظ كلام الله تعالى ، فإنّ مَن لم يحفظ دم المسلم كيف يكون قادراً على حفظ كلام الله ؟
جواب:
بإسمه جلت اسمائه
أوّلا : فيما يتعلّق بالحديث المنسوب « خير القرون » فإنّه لم تثبت صحّته بالطرق المعتبرة عند أتباع أهل البيت (عليهم السلام) .
ثانياً : على فرض صحّته فإنّه لا يدلّ على عصمة الرعيل الأوّل من الصحابة ، نظراً لوجود آيات وروايات تدلّ على انحراف العديد منهم ، ولا أقلّ من وجود المنافقين المجهولين بينهم ، وبالتالي فإنّ الخير كان بوجود النبيّ (صلى الله عليه وآله) ووجود أهل بيته (عليه السلام)والخُلّص من أصحابه ، وليس بوجود جميع من تواجد في ذلك القرن .
ثالثاً : إنّ حفظ كلام الله تعالى وتعاليم دينه لم يكن على عاتق كلّ اُولئك الذين عاشوا في ذالك القرن لأنّ انحرافات الكثيرين منهم واضحة ، ولا يمكن للمنحرف أن يحمل رسالة الاستقامة والهداية للاُمم اللاحقة ، بل كانت المهمّة على عاتق من اصطفاهم الله تعالى لهذه المهمّة ، وهم الأئمّة المعصومون بعد رسول الله ( صلى الله عليه وعليهم ) .