استفتاء:
يقول البعض بأنّ الصدّيقة العظمى فاطمة الزهراء (عليها السلام) لم تكن سيّدة نساء العالمين ; لاختصاص هذه الفضيلة بالسيدّة مريم (عليها السلام) لقوله تعالى : ( وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ) ، ويقول بأنّ الرويات الدالّة على أفضليّة الصدّيقة الطاهرة (عليها السلام)لا تقاوم هذه الآية المباركة ، فهل هذا القول صحيح ؟
جواب:
بإسمه جلت اسمائه
ليست النسبة بين الرواية والآية في مثل المقام هي نسبة التعارض ، وإنّما هي نسبة المفسّر ـ بالكسر ـ والمفسّر ـ بالفتح ـ وفي مثله يُقدّم النصّ المفسِّر على النصّ المفسَّر لكونه أجلى منه وأكثر وضوحاً وبما أنّ الآية ـ مع غضّ النظر عن الرواية ـ تحتمل وجهين :
أحدهما أن يكون المقصود منها نساء العالمين في زمانها.
الثاني أن يكون المقصود نساء العالمين من الأوّلين والآخرين ، بمقتضى دلالة العموم وحينئذ فعندما تأتي الرواية عن الإمام المعصوم (عليه السلام) لتبيّن لنا المعنى المقصود من الآية ، وتحدّده في المعنى الأوّل المحتمل لها ، وتبيّن لنا أنّ الزهراء (عليها السلام) بَضعة الرسول المصطفى ، التي يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها ، هي سيّدة نساء العالمين من الأوّلين والآخرين ، فلا يبقى مجال لترجيح المعنى الثاني المحتمل للآية المباركة ، وتقديمه على الروايات والنصوص المفسِّرة وعلى فرض ترجيحه ، فإنّ أقصاه إفادة العموم ، وهو قابلٌ للتخصيص بخبر الواحد المعتبر .