استفتاء:
1: جاء في كتاب عوالم فاطمة الزهراء عليها السلام نقلا عن كتاب مجمع النورين للفاضل المرندي و عن كتاب ضياء العالمين للعلامة النباطي الفتوني الجد الأكبر لصاحب الجواهر من طرف الأم حديث «لولاك لما خلقت الأفلاك» بالشكل التالي: «لولاك لما خلقت الأفلاك، ولولا علي لما خلقتك، ولولا فاطمة لما خلقتكما». هل هذا الحديث فيه محذور فلسفي كلزوم تقدم الشيء على نفسه أو أي محذور آخر؟
2: هل يمكن القبول به من ناحية فلسفية وغيرها؟
3: الخلاصة هل يصح له توجيه صحيح؟ فإن البعض زعم أنه يتنافى مع مسلمات العقيدة و أن جميع علمائنا يضللون القائل بالحديث؟
جواب:
بإسمه جلّت أسماؤه
ج1/ المحذور انما هو في العلة لا في الغاية، و إن عُبّر عنها بالعلة الغائية، و البحث في تحقيق المسألة لا يسعه المجال.
ج2/ المحذور الفلسفي المتوهم إنما هو في العلة الموجبة، وأما على ما هو الظاهر من كون المعصومين عليهم السلام هم الغرض الأقصى من خلق العالم فلا يكون مورد للتوهم المذكور.
ج3/ بعد كون رسول اللَّه صلى الله عليه وآله أفضل الموجودات، وكونه سبباً لسعادة البشر، و نيلهم المقامات العالية والكمالات المعنوية و الحياة الأبدية، ولم يكن ذلك إلا بوجود علي و فاطمة أم أبيها عليهما السلام، وقد قال اللَّه تعالى: (بلغ ما أنزل إليك (من ولاية علي) وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته)، و أيضاً عن النبي صلى الله عليه وآله التعبير عن الزهراء عليها السلام
بأم أبيها، فهم الغرض الأقصى من خلق العالم وما فيه، و مع هذا كله لم أفهم وجه تنافي الحديث مع مسلمات العقيدة وتضليل القائل بالحديث.