استفتاء:
نقرأ في دعاء يوم عرفة : « مَتى غِبْتَ حَتى تَحْتاجَ إِلى دَليل يَدُلُّ عَلَيْكَ » ، فكيف نوفّق بين ذلك وبين ما ورد في كتبنا العقائديّة من الأدلّة التي تثبت وجود الله تعالى ؟
جواب:
بإسمه جلت اسمائه
المقصود من الفقرة الواردة في دعاء عرفة : أنّ معرفة الله سبحانه معرفة فطريّة تكوينيّة ، كما يدلّ على ذلك قول الإمام الصادق (عليه السلام)لمن قال له : دلّني على ربّي : هل ركبت سفينة في البحر فانكسرت بك السفينة حيث لا سفينة تنجيك ولا سباحة تغنيك ؟ قال : نعم .
قال : هل تعلّق قلبك بشيء اعتقدت أنّه قادر على أن يخلّصك من ورطتك ؟
قال : نعم .
قال : فذلك هو الله القادر على الانجاء حيث لا منجي ، وعلى الإغاثة حيث لا مغيث » .
فمعرفة الله تعالى بمقتضى هذا النص معرفة فطريّة ، ولكنّها بسبب الموانع قد يحجبها الإنسان ولا يلتفت إليها ، وهذا ما يشير إليه قول النبيّ الأعظم : « كلّ مولود يولد على الفطرة ، وإمّا أبواه يهوّدانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه » ، وحينئذ يحتاج الإنسان إلى إزالة الغبار عنها من خلال تشييد الأدلّة والبراهين .