استفتاء:
في الكافي: محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن شاذان بن الخليل ، قال : وكتبت من كتابة بإسناد له يرفعه إلى عيسى بن عبد الله ، قال : « قال عيسى بن عبد الله لأبي عبد الله (عليه السلام) : جُعلت فداك ، ما العبادة ؟
قال : حسن النيّة بالطاعة من الوجوه التي يطاع الله منها ، أما إنّك ـ يا عيسى ـ لا تكون مؤمناً حتّى تعرف الناسخ من المنسوخ .
قال : قلت جُعلت فداك ، وما معرفة الناسخ من المنسوخ ؟
فقال : أليس تكون مع الإمام موطّناً نفسك على حسن النيّة في طاعته ، فيمضي ذلك الإمام ويأتي إمام آخر ، فتوطّن نفسك على حسن النيّة في طاعته ؟
قال : قلت : نعم .
قال : هذا معرفة الناسخ من المنسوخ .
والسؤال : كيف يمكن تحقيق الطاعة المذكورة في الرواية مع افتراض غيبة إمام العصر والزمان ؟
جواب:
بإسمه جلت اسمائه
الظاهر من قوله : « من الوجوه التي يطاع الله منها » إرادة الأئمّة واحداً بعد واحد ; لأنّهم الوجوه التي يطاع الله منها ، باعتبارهم قادة الحقّ وأئمّة الدين ، والمراد بالطاعة : الطاعة لهم في تعاليمهم وإرشاداتهم ، والمراد من حسن النيّة : تعلّق القلب بها من صميمه ، وبذلك يتّضح أنّ طاعة الإمام في زمن غيبته تكون بالعمل بالوظائف التي بيّنت بلسانه ولسان الأئمّة من قبله ، فإنّهم نور واحد .