استفتاء:
ما معنى قول أمير المؤمنين (عليه السلام) في كتابه إلى معاوية: «إِنَّهُ بايَعَني الْقَوْمُ الَّذِينَ بايَعُوا أَبا بَكْر وَعُمَرَ وَعُثَْمانَ عَلَى ما بايَعُوهُمْ عَلَيْهِ ، فَلَمْ يَكُنْ لِلشّاهِدِ أَنْ يَخْتارَ، وَلاَ لِلغائِبِ أَنْ يَرُدَّ، وَإِنَّما الشُّورَى لِلْمُهاجِرِينَ والاَْنْصارِ ، فَإِنِ اجْتَمَعُوا عَلَى رَجُل وَسَمَّوْهُ إِمَاماً كَانَ ذلِكَ لِلّهِ رِضىً»؟
جواب:
باسمه جلت اسمائه
هذه الرسالة إذا لوحظت مع سائر الرسائل التي كتبها (عليه السلام) إلى معاوية، نظير رسالته اللاحقة لهذه، والتي جاء فيها: «أَمّا بَعْدُ، فَقَدْ أَتَتْني مِنْكَ مَوْعِظَةٌ مُوَصَّلَةٌ، وَرِسالَةٌ مُحَبَّرَةٌ، نَمَّقْتَها بِضَلاَلِكَ، وَأَمْضَيْتَها بِسُوءِ رَأْيِكَ، وَكِتابُ امْرِىء لَيْسَ لَهُ بَصَرٌ يَهْدِيهِ، وَلاَ قائِدٌ يُرْشِدُهُ، قَدْ دَعاهُ الْهَوَى فَأَجَابَهُ، وَقَادَهُ الضَّلاَلُ فَاتَّبَعَهُ، فَهَجَرَ لاَغِطاً، وَضَلَّ خَابِطاً» يظهر منها أنّه يتكلّم مع معاوية على طبق اعتقاد القوم؛ لأنّه كان يخالطهم بالمداراة والتقيّة، فأرادَ أن يلزمه بحسب ما يعتقده.