استفتاء:
ما معنى قوله تعالى في قصّة موسى والخضر : ( اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا ) ، فلماذا ألجأ الله اثنين من أوليائه إلى الاستطعام ، مع أنّ هذا لا يليق بأبسط الناس إلاّ مع الضرورة ؟ وهل يمكن أن نفسّر الاستطعام باستطعام الحديث ؟
جواب:
بإسمه جلت اسمائه
أوّلا : إنّ قضيّة النبيّ موسى مع الخضر (عليهما السلام) بمجموعها كانت مبنيّة على الابتلاء والامتحان ، ولتكن قضيّة ( الاستطعام ) من جملة مصاديق ذلك .
وثانياً : إنّ حياة الأنبياء والأئمّة (عليهم السلام) تسير على وفق المجريات الطبيعيّة ، لا على نحو الاعجاز والكرامة وإن كانوا متمكّنين من ذلك ، فهم (عليهم السلام) وإن كانوا قادرين ـ مثلا ـ على الأكل من موائد الجنّة ، إلاّ أنّ حياتهم قائمة على تحصيل الطعام الذي يقتاته سائر الناس من خلال الطرق الاعتياديّة .
وثالثاً : إنّ الاستطعام في الآية المباركة لا يمكن حمله ـ بقرينة قوله تعالى : ( فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا ) ـ إلاّ على طلب الطعام ، وطلب الطعام من الغير ليس من اللازم أن يكون بنحو يوجب الوهن للطالب ; إذ من المحتمل مثلا أنّ الخضر (عليه السلام)قد عرّفَ أهل القرية بأنّ من معه من عباد الله الصالحين ، وطلبَ منهم أن يقوموا بحقّ ضيافته وإطعامه ، وهذا يصدق عليه الاستطعام من غير أن يكون موجباً للوهن .