استفتاء:
قال تعالى : ( وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلاَ تَخَافِي وَلاَ تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ )، فهل تفيد جملة ( وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ) أنّ موسى (عليه السلام) رسول منذ ولادته ؟
ويجب على اُمّ موسى (عليه السلام) أن تتّبعه حتّى قبل أن يأمر الله تعالى موسى بالذهاب إلى فرعون وقومه ، والتي عبّر الله عنها بالبعث في قوله : ( ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِمْ مُوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَظَلَمُوا بِها فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ) ؟
وهل دعا موسى (عليه السلام) قومه أو بعضهم حتّى قبل أن يبعث إلى فرعون ، كما يظهر من قوله تعالى : ( قَالُوا أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا ) ، وقوله أيضاً : ( وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَة مِن أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلاَنِ هذَا مِن شِيعَتِهِ وَهذَا مِن عَدُوِّهِ ) ، فهل يعتبر هذا دليلا على وجوب اتّباع القائم (عليه السلام) حتّى في زمن غيبته ؟
جواب:
بإسمه جلت اسمائه
1 ـ قوله تبارك وتعالى : ( وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ) لا دلالة له على رسالة نبيّ الله موسى (عليه السلام) منذ الولادة إذ هي تتحدّث عن أمر مستقبلي ، لم يُعلم وقته .
2 ـ كما أنّ الآية الشريفة : ( قَالُوا أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا ) لا يستفاد منها أيضاً قيام النبيّ موسى (عليه السلام) بالدعوة من قبل أن يبعث إذ هي تتحدّث عمّا لقيه قوم موسى (عليه السلام) من الأذى قبل بعثته وبعدها ، ولا يستفاد منها أكثر من ذلك .
3 ـ ولا ريب في وجوب اتّباع الإمام المهدي ( أرواحنا فداه ) فيما ثبتَ صدوره عنه من الأوامر والنواهي ، من غير فرق بين زمن حضوره وزمن غيبته ; إذ أنّ هذا هو مقتضى الاعتقاد بإمامته ، ولكنّ هذا الوجوب لا يستفاد من مثل الآية المذكورة في السؤال ، وإنّما يستفاد ممّا دلّ على إمامته من الأدلّة القطعيّة الكثيرة .