استفتاء:
نودّ أن نسأل هل كان أمير المؤمنين وسائر الأئمّة (عليهم السلام) يقتدون في صلاتهم بخلفاء وطواغيت عصرهم ، أم لا ؟
وهل كان ذلك دائماً أم لا ، خصوصاً أنّي قرأت رواية تتحدّث عن محاولة خالد بن الوليد وأبي بكر وعمر اغتيال الأمير (عليه السلام) ، وقد فهمت من مضمونها أنّ المولى كان مقتدياً بأبي بكر في صلاته ، وفي الوقت نفسه لدينا رواية تقول : إنّ حذيفة لم يكن يصلّي خلف المنافقين .
فكيف يمتنع حذيفة عن الصلاة خلف المنافقين وأمير المؤمنين (عليه السلام) لا يمتنع ؟
جواب:
بإسمه جلت اسمائه
من جملة التعاليم الشرعيّة ما يُعبر عنه بالتقيّة الخوفيّة ، وقد شرّعها الله تعالى لأجل حفظ الدين بحفظ أهله ، فسوّغ لهم ارتكاب خلاف ما هم مأمورون به عند توقّف حفظ دمائهم ونفوسهم وأموالهم وأعراضهم على ذلك ، كما أنّ من الاُمور الدخيلة في ترويج الدين وإعلاء كلمة الإسلام والمسلمين ما يُعبّر عنه بالتقيّة المداراتيّة ، وهي حسن المعاشرة مع العامّة بالصلاة في عشائرهم ، وعيادة مرضاهم ، وحضور جنائزهم ، وما شاكل حفظاً للوحدة الإسلاميّة وتأييد الدين وإعلاءً لكلمة الإسلام والمسلمين في مقابل الكفّار والمشركين . وكلّ ما صدر من بعض المعصومين (عليهم السلام) من التعامل الحسن مع بعض طواغيت زمانهم ـ على فرض ثبوته ـ فإنّما هو وليد إحدى التقيّتين ، وبما أنّ هذا ممّا يختلف باختلاف موقعيّات الأشخاص والظروف المحيطة بهم ; لذا فقد يتصرّف المعصوم (عليه السلام) تصرّفاً تفرضه التقيّة عليه ، بينما غيره لا يجوز له أن يتصرّف نفس التصرّف لعدم كونه محكوماً بالتقيّة .