استفتاء:
هل صحيح أنّ فاطمة الزهراء (عليها السلام) كانت تغطي وجهها ويديها ، وكذلك السيّدة زينب الكبرى (عليها السلام) ؟
ولماذا كانتا تصنعان ذلك مع أنّ الله سبحانه لم يفرض علينا ذلك ، كما هو موجود في القرآن ؟
جواب:
بإسمه جلت اسمائه
لا يقاس أحد بالصدّيقة الكبرى فاطمة الزهراء وابنتها الصدّيقة الصغرى زينب (عليهما السلام) ، فالاُولى سيّدة نساء العالمين ، والثانية شريكة أخيها سيّد الشهداء الحسين (عليه السلام) ، وعلى أي حال فإنّ تغطيتهما (عليهما السلام) ثابتة بالأدلة القطعيّة ودعوى أنّ القرآن الكريم لم يتحدّث عن ذلك ، دعوى غير صحيحة ، فإنّه ـ كما فهم بعض أساطين الفقه ـ قد تضمّن النهي عن إبداء الزينة ، حيث قال :
( وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا) ، والزينة المنهي عن إبدائها بمقتضى هذا الفهم الفقهي شاملة للوجه أيضاً ، و( مَا ظَهَرَ مِنْهَا ) حملوه على إرادة الثياب ، وسواء تمّ ما أفادوه أم لا ، فإنّ كثيراً من الأحكام الشرعيّة لم تُذكر في القرآن ، وإنّما دلّت عليها النصوص الواردة عن المعصومين (عليهم السلام) ، وقد بيّنوا (عليهم السلام) حكم التغطية .
أضف إلى ذلك أنّ أحداً لا يشكّ في أنّ التغطية مانعة عن كثير من المفاسد الاجتماعيّة ، فهل يمكن أن يتوهّم أنّ سادات نساء العالمين لا يراعين ذلك ؟ !