استفتاء:
يقول أحد الأشخاص : بما أنّ الله تعالى يعلم قبل خلقنا عن الأشخاص الذين سوف يذهبون إلى النار ، والأشخاص الذين سوف يذهبون إلى الجنة ، فلماذا خلقَ الذين سيذهبون إلى النار ، وهو يعلم أنّه سيدخله النار ؟
جواب:
بإسمه جلت أسمائه
لأنّ الله تعالى هو الفيّاض الذي لا يبخل لذلك أنعم على عباده بنعمة الوجود ، وأخرجهم من كتم العدم ، وفي الوقت نفسه زوّدهم بالإرادة والاختيار ليختاروا طريق الهدى أو الضلال من غير إجبار ، وبما أنّه تعالى هو العالم الذي لا تخفى عليه خافية لذلك فإنّه قد علم بما سيؤول إليه أمر العباد من قبل خلقهم وإيجادهم ، إلاّ أنّ علمه هذا لم يتعلّق بأفعالهم كيفما وقعت ، بل تعلّق بها بما هي صادرة عنهم اختياراً وعليه : فلا بدّ أن تقع منهم أفعالهم على نحو الاختيار وإلاّ للزمَ انقلاب علمه تعالى جهلا ، وهو محال ،
وبالتالي : فالعقاب وسوء المصير قد اختاره الإنسان لنفسه باختياره ، حين رفضَ ما أراده الله تعالى له من الخير المتجلّي في خلقه بشراً سويّاً ، والإنعام عليه بنعمة الوجود ، وتزويده بكلِّ مقوّمات الوصول إلى السعادة .