استفتاء:
أتقدم إليكم يا سيدنا الجليل بهذه الرسالة و التي أضمنها طلبي بتقديم رسالة موجزة تكون لنا نفع و ذخر لشهر الله الكريم شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ، تسطرون خلالها ما يجب أن يُقام فيه و ما يجب أن يُتناهى عنه إكرامًا للشهر نفسه لصاحب الشهر ..... فصحيح أننا نعايش هذا الشهر و هذه المائدة كل عام لكن السؤال هل نغتنم من هذه المائدة ما يجب اغتنامه.... سيدنا الجليل، يفصلنا عن الشهر الفضيل عشرة أيام فهل أن ندرك توجيهاتكم قبل بداية الشهر مع علمنا بكثرة انشغالاتكم و تقديرنا لعظم المهام الملقاة على عاتقكم نفع الله بكم المسلمين,, و جعلها الله في ميزان حسناتكم
جواب:
بإسمه جلت أسمائه
في العلوي – قال (عليه السلام) أن رسول الله (صلى الله عليه واله) خطبنا ذات يوم فقال (صلى الله عليه واله) إنه قد أقبل اليك شهر الله تعالى بالبركة .. الى أن يقول : فاسئلوا الله ربكم بنيات صادقة وقلوب طاهرة أن يوفقكم الله لصيامه وتلاوة كتابه فإن الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم . اذكروا بجوعكم وعطشكم فيه جوع يوم القيامة وعطشه ، وتصدقوا على فقرائكم ومساكينكم ، ووقروا كباركم وارحموا صغاركم وصلوا أرحامكم واحفظوا السنتكم وغضوا عما لا يحل النظر اليه ابصاركم وعما لا يحل الاستماع اليه اسماعكم ، وتحننوا على أيتام الناس يتحنن على أيتامكم ، وتوبوا الى الله من ذنوبكم ، وارفعوا اليه أيديكم بالدعاء في أوقات صلواتكم – الى ان يقول – أيها الناس ان انفسكم مرهونة بأعمالكم ففكوها باستغفاركم ، وظهوركم ثقيلة من أوزاركم فخففوا عنها بطول سجودكم ، واعلموا ان الله عز وجل أقسم بعزته أن لا يعذب المصلين والساجدين وأن لا يروعهم بالنار يوم يقوم الناس لرب العالمين . ايها الناس من فطر منكم صائما مؤمنا في هذا الشهر كان له بذلك عند الله عتق رقبة ومغفرة لما مضى من ذنوبه – الى أن يقول – من حسن في هذا الشهر خلقه كان له جواز على الصراط يوم تزل فيه الاقدام ... ومن أكرم فيه يتيما أكرمه الله يوم يلقاه .. ومن تطوع فيه بصلاة كتب الله له براءة من النار ، ومن أدى فيه فرضا كان له ثواب من أدى سبعين فريضة فيما سواه من الشهور – ومن أكثر فيه من الصلوات علي ثقل الله ميزانه يوم تخف الموازين ، ومن تلا فيه آية من القرآن كان له مثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشهور . .. الحديث.