بسم الله الرحمن الرحيم
يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ / صدق الله العلي العظيم
من جديد تمتد يد الاجرام لتنال من نفوس بريئة مؤمنة لا ذنب لها إلا أنها تعلن المودة و المحبة لرسول الله صلى الله عليه و آله و أهل بيته الاطهار، فتسقط الاعداد الكثيرة من أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام شهداء و جرحى في مدينة زاريا في شمال نيجيريا على يد من يفترض بهم انهم حملوا السلاح ليحموا البلاد و العباد من اللصوص و الفاسدين، و إذ بهم يوجهون سلاحهم الى صدور ثلة من المؤمنين المسالمين لا لذنب عملوه، و لا لجريمة اقترفوها إلا لأنهم موالون لأهل البيت عليهم السلام.
إن الجريمة البشعة التي ارتكبها الجيش في نيجيريا في زاريا يشكل وصمة عار على كل من خطط و شارك بتلك المجزرة لن يمحى أثرها أبدا و لا ينسجم ابدا مع ما يتصف به الشعب النيجيري في غرب افريقيا من صفات و سلوكيات، و محبة لأهل البيت عليهم السلام، و هو يدل على دور خبيث ليد قبيحة تعمل في اكثر من مكان من بلدان العالم.
إن ما يثير الاستغراب هو الصمت العالمي المريب عن هذه الجريمة المروعة و خاصة من قبل القوى النافذة عالميا، و التي يسعى من أقدم ارتكابها الى تفتيت المجتمعات بشتى الوسائل.
إننا في الوقت الذي ندعوا فيه الى إدانة هذه الجريمة و محاسبة و معاقبة من خطط و نفذ فإننا نكرر ما قلناه سابقا بعد حوادث إجرامية استهدفت اتباع مدرسة اهل البيت عليهم السلام في اكثر من مكان من أننا ندعوا جميع المخلصين و الغيارى من أبناء أمة محمد صلى الله عليه و آله و سلم و في شتى البلاد، و في شتى الأقطار من مواطنين و مسؤولين و على كافة الأصعدة مدنيين و دينيين و عسكريين، مدعوون اليوم و أكثر من أي وقت مضى للاستيقاظ و اليقظة، و العمل بقوة و حزم بكافة الإمكانيات المتاحة و بالتعاون مع كل القوى الفاعلة و المؤثرة و الحريصة،لقطع دابر أولئك المجرمين المنحرفين الذين يعيثون في الأرض فسادا باسم الدين، و الدين منهم براء، و استئصال شأفتهم و أعوانهم.
إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَ فَسَادٌ كَبِيرٌ
رحم الله الشهداء، و شافى الله الجرحى و أخزى المجرمين و أعوانهم.
قم المقدسة، 3 ربيع الاول 1437
محمد صادق الحسيني الروحاني