استفتاء:
نقرأ في بعض الأدعية : « بِكَ عَرَفْتُكَ » ، فكيف نعرف الله به ؟
جواب:
بإسمه جلت اسمائه
للفقرة المذكورة معنيان :
الأوّل : واضح ، وهو أنّ الله خلق الإنسان عاقلا ، وبإعماله عقله بالنظر في التكوينيات ، فإنّه يصل إلى الله سبحانه ، وبما أنّ الله تعالى هو المتفضّل عليه بالعقل فهذا يعني أنّه هو سبب وصوله إليه ، وإذا كان هو السبب لمعرفته صحّت مخاطبته بالقول : « بِكَ عَرَفْتُكَ » فتكون الباء في «بِكَ » للسببيّة ، ويشهد لهذا المعنى عطف التفسير ، حيث عطف على ذلك قوله : « وَأَنْتَ دَلَلْتَني عَلَيْكَ » ، فإنّ هذا قد جاء توضيحاً لذلك .
الثاني : إنّ هذه فلسفة اُخرى لأهل البيت (عليهم السلام) ليست ترجع لبرهان ( الإِنّ ) ولا لبرهان ( اللِّم ) ، إذ تارة يكون الانتقال من المعلول للعلّة ، وهو برهان الإِنّ ، واُخرى بالعكس ، وهو برهان اللّم ، وثالثة من الشيء إلى نفسه ، وهذا هو المراد من : « بِكَ عَرَفْتُكَ » ، ولكنّ المعنى الأوّل أوضح ، وهو الظاهر من الدعاء .