استفتاء:
قال الإمام الحسين (عليه السلام)لأصحابه : «وهـذَا اللَّيْلُ قَدْ غَشِيَكُمْ فَاتَّخِذِوهُ جَمَلاً ، ثُمَّ تَفَرَّقُوا في سَوادِكُمْ وَمَدَائِنِكُمْ حَتّى يُفَرِّجَ اللهُ ، فَإِنَّ الْقَوْمَ إِنَّما يَطْلُبُونَنَي ، وَلَوْ أَصابُونِي لَهَوا عَنْ طَلَبِ غَيْرِي » ، فهل الذين غادروا ولم ينصروا الإمام (عليه السلام)لا إثم ولا ذنب عليهم ; لأنّ الإمام (عليه السلام) قد أحلَّ ذلك لهم ، أم كان ذلك امتحاناً لهم ، كما يظهر ذلك من قول السيّدة زينب (عليها السلام) : « هَلِ اخْتَبَرْتَ أَصْحابَك » ؟
جواب:
بإسمه جلت اسمائه
كان الإمام الحسين (عليه السلام)من أوّل خروجه من المدينة يصرّح بمصيره ، ويدعو الآخرين لإعداد أنفسهم للتضحية بين يديه ، كقوله (عليه السلام) : « أَلاَ وَمَنْ كانَ باذِلاً فِينا مُهْجَتَهُ ، مُوَطِّناً عَلى لِقاءِ اللهِ نَفْسَهُ ، فَلْيَرْحَلْ مَعَنا » ، ومع ذلك فإنّ جماعة ممّن رحلوا معه كانت أغراضهم دنيويّة ،وأراد الإمام (عليه السلام)ليلة عاشوراء بإذنه لهؤلاء في الذهاب أن لا يبقى أحد منهم مكرهاً ، وهذا لا يعني عدم مأثوميّتهم في تركهم لنصرة مَن تجب عليهم نصرته .