استفتاء:
أمر اللهُ النبيّ موسى (عليه السلام) بإنذار فرعون ، فقال :( اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً ) ، مع أن فرعون كان يريد قتل النبيّ موسى (عليه السلام) ، وأمر الله النبيّ محمّداً (صلى الله عليه وآله) فقال له : ( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) ، مع أنّ كبار قريش كانوا يريدون قتل النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، فلماذا جاهد الإمام الحسين (عليه السلام) يزيد وأعوانه ; لأنّهم يريدون قتله ، ولم يطبق منهج الأنبياء (عليهم السلام) ؟ وهل الجهاد يدخل في إطار العنف ؟
جواب:
بإسمه جلت اسمائه
لا يخفى على مَن راجع تاريخ واقعة الطفّ أنّ الإمام الحسين وأصحابه (عليه السلام)قد بذلوا أقصى جهدهم لأجل ثني أعدائهم عن الحرب والقتال ، وبالغوا في وعظهم وتحذيرهم ، ولكن لم يُجدِ معهم أيُ وعظ أو تحذير ، ومع ذلك كلّه فإنّ الإمام الحسين (عليه السلام) لم يأذن لأصحابه بابتداء الحرب في أوّل الأمر ، بل انتظر حتّى بدأه أعداؤه بالحرب ، فجاهدهم حينئذ جهاداً دفاعيّاً ، كجهاد جدّه المصطفى (صلى الله عليه وآله)لأعدائه من المشركين واليهود وغيرهم .