استفتاء:
خطبة الزهراء التي تلتها في المسجد النبويّ ، هل كانت قبل حادث الهجوم على الدار أم بعده ؟
وإذا كان الجواب أنّها ( صلوات الله عليها ) تلتها بعد هجوم القوم على دارها ، فهل من دليل نقلي قاطع على ذلك ؟
ثمّ هناك إشكاليّتان تنتجان من جوابنا بالإيجاب على السؤال الماضي ، وهما :
الأوّل : لماذا لم تذكر السيّدة الزهراء في خطبتها القدسيّة أنّ القوم هجموا على دارها ، ولم تنادِ بما جرى عليها من كسر الضلع الشريف ؟
الثاني : كيف يمكن لسيّدة مكسورة الضلع أن تقوم وهي في تلك الحال لتخطب مثل تلك الخطبة ؟
جواب:
بإسمه جلت اسمائه
من الثابت أنّ للزهراء (عليها السلام) خطبتين :
الاُولى : في مسجد النبيّ (صلى الله عليه وآله) .
الثانية في مجلس النساء قبل وفاتها ، ومن التدقيق في المصادر التاريخيّة يظهر أنّ الهجوم على بيت فاطمة تكرّر ثلاث مرّات ، وأنّ الجريمة الكبرى قد حصلت في المرّة الثالثة التي تمرّضت بعدها إلى أن توفّيت ، وأنّ خطبتها في المسجد كانت قبل تلك الجريمة ، وبذلك تندفع الإشكالية الثانية .
وأمّا عدم إخبارها (عليها السلام) بما جرى معها في خطبتها مع النساء فمردّه إلى يأسها من هؤلاء كما صرّحت للنساء قائلة : « أَصْبَحْتُ وَاللهِ عائِفَةً لِدُنْياكُنَّ ، قالِيَةً لِرِجالِكُنَّ ، لَفَظْتُهُمْ بَعْدَ أَنْ عَجَمْتُهُمْ » .
أو لعلّ ذلك مندرج ضمن قول أمير المؤمنين (عليه السلام)بعد مواراتها (عليها السلام) : « فَكَمْ مِنْ غَليل مُعْتَلِج في صَدْرِها لَمْ تَجِدْ إِلى بَثِّهِ سَبِيلا » .