استفتاء:
لماذا ولّى الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) زياد ابن أبيه ( لعنه الله ) ؟
ولماذا أمّرَ رسول الله (صلى الله عليه وآله) عمرو بن العاص على رأس سريّة ، وهما مَن هما في سوء نسبهما وفسادهما ؟ هذا من ناحية .
ومن ناحية اُخرى فإنّ من مهام الوالي وقائد السريّة ـ في عرف ذلك الزمان ـ إمامة الصلاة ، وكلاهما كانا أبناء زنا ، فكيف صحّت التولية والتأمير ، مع أنّه قد ثبت لدينا بالدليل أن ابن الزنا لا تصحّ إمامته ؟
فهل يكفي الاستلحاق فقط ؟ أم لذلك توجيه آخر ؟
جواب:
بإسمه جلت اسمائه
إنّ عمل الإمام (عليه السلام) كعمل رسول الله (صلى الله عليه وآله)إنّما هو عمل بالظواهر ، طبقاً لقاعدة ( الولد للفراش ) المصحّحة للنسب ظاهراً لا واقعاً ،وأمّا التولية والتأمير لبعض المعروفين بالفساد فهو راجع لبعض المصالح الراجحة التي يلحظها المعصوم (عليه السلام) ، وليس لأجل صلاح الاُمراء أو الولاة أنفسهم ، وقضيّةُ جيش اُسامة خير شاهد على ذلك .
وأمّا بالنسبة لإمامتهما الجماعة : فمن الواضح أنّ إحراز شرائط إمام الجماعة وظيفة مَن يريد الصلاة ، وليس وظيفة مَن قام بتنصيبهما للإمرة أو الولاية على فرض ملازمة ذلك خارجاً لإمامة الصلاة ، وهو أمر لا سبيل لإثباته .