استفتاء:
يقول البعض : إنّ الذي عبس هو الرسول (صلى الله عليه وآله) ، فهل هذا صحيح ؟
جواب:
باسمه جلت اسمائه
لا يمكن القول بكون العابس هو النبيّ (صلى الله عليه وآله)وذلك لاُمور:
الأمر الأوّل : إنّ مخاطبة الله تعالى للعابس بقوله : « عَبَسَ » (1) عدولٌ من صيغة المخاطب ( عبستَ ) إلى صيغة الغائب ، وهذا في مثل المقام لا يكون إلاّ لتحقير المخاطب ـ كما هو محرّر في علم البلاغة ـ فهل يُتصوّر ذلك في حقّ رسول الله الأعظم (صلى الله عليه وآله) ؟ !
الأمر الثاني : إنّ كلّ واحدة من آيات القرآن الكريم تدلّ على الآية الاُخرى ، وبما أنّ واحدة من آيات القرآن هي قوله تعالى : « فَبِمَا رَحْمَة مِنَ اللهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّوا مِن حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ » (2) ، فإنّها تدلّ بوضوح على أنّ المقصود من العابس في آية « عَبَسَ » ليس هو النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله)لتنافي ذلك مع الآية المتقدّمة التي تدلّ على أنّ خُلق النبيّ (صلى الله عليه وآله) يحول دون تحقّق العبوسة منه .
الأمر الثالث : إنّ لدينا عدّة من الروايات الشريفة التي تدلّ على أنّ العابس رجلٌ من بني اُميّة ، منها : ما عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال : « نزلت في رجل من بني اُميّة ، كان عند النبيّ (صلى الله عليه وآله) فجاءه ابن اُمّ مكتوم ، فلمّا رآه تقذّر منه ، وعبسَ ، وجمع نفسه ، وأعرض بوجهه عنه ، فحكى الله سبحانه ذلك ، وأنكره عليه» .
2- آل عمران 159 .