فارسی
تحديث: ٨ شوال ١٤٤٥
  • اَلسَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ وَ عَلى عَلِىِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَ عَلى اَوْلادِ الْحُسَيْنِ وَ عَلى اَصْحابِ الْحُسَيْنِ
code: 18346-7060     

يُقال : إنّ حقيقة العصمة ترجع إلى العلم اللدنّيّ ، فما هو المقصود بالعلم اللدنّي ؟

استفتاء:

 يُقال : إنّ حقيقة العصمة ترجع إلى العلم اللدنّيّ ، فما هو المقصود بالعلم اللدنّي ؟

وهل الإرادة في آية التطهير إرادة تكوينيّة أو تشريعيّة ؟ 

جواب:

 بإسمه جلت اسمائه  أفضل ما قيل في تعريف العلم اللدنّيّ أنّه : نور يظهر في القلب فينشرح ، فيشاهد الغيب وينفسح ، فيحتمل البلاء ويحفظ السرّ ، وعلامته التجافي عن دار الغرور والإنابة إلى دار الخلود ، والتأهّب للموت قبل نزوله ، ويسمّى بالعلم اللدنّيّ أخذاً من قوله تعالى :( وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً ) ، وهو أفضل العلوم وأعلاها ، بل هو العلم حقيقة ، وهو المقصد الأقصى من الإيجاد . ويتمّ تحصيله عن طريق تفريغ القلب للتعلّم ، وتصفية الباطن بتخليته من الرذائل وتحليته بالفضائل ، ومتابعة الشرع وملازمة التقوى ، كما قال الله تعالى :( وَاتَّقُوا اللهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ ) . وفي النبويّ : « لَيْسَ الْعِلْم بِكَثْرَةِ التَّعَلُّمِ ، إِنَّما هُو نُورٌ يَقْذِفُهُ اللهُ تَعالى في قَلْبِ مَنْ يُريدُ اللهُ أَنْ يَهْديهِ » .

وأمّا العصمة فهي : قوّة تمنع الإنسان من الوقوع في الخطأ ، وتردعه عن فعل المعصية واقتراف الخطيئة ، ولذلك حمل إذهاب الرجس في آية التطهير على العصمة ، ويكون المراد من ) وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ((   ) إزالة أثر الرجس بإيراد ما يقابله بعد إذهاب أصله ، ومعلوم أنّ ما يقابل الاعتقاد الباطل هو الاعتقاد الحقّ ، فتطهيرهم هو تجهيزهم بإدراك الحقّ في الاعتقاد والعمل ، وهو العلم اللدنّيّ ، وعليه فقهراً لا يكون المراد بالإرادة في الآية الإرادة التشريعيّة التي هي توجيه التكاليف إلى المكلّف .
 
والخلاصة : فإنّ الله تعالى قد أراد استمراراً أن يخصّ أهل البيت (عليهم السلام)بإذهاب الاعتقاد الباطل وأثر العمل السيّئ ، وإيراد ما يزيل أثر ذلك ، وهذا هو العصمة والعلم اللدنّيّ .

 

مواضيع ذات صلة هل نسبة العصمة عند المعصومين الأربعة عشر ( عليهم الصلاة والسلام ) واحدة أم مختلفة : ما هي العصمة : كيفيّة التفويض الإلـهي لأهل بيت العصمة والطهارة في الولاية التشريعيّة والتكوينيّة : هل التفويض الإلـهي لأهل بيت العصمة والطهارة (عليهم السلام) في الولايتين التشريعيّة والتكوينيّة ثابت لهم بالأصالة :