استفتاء:
إذا كانت الإمامة أصلا من اُصول الدين لا يقلّ أهمّية عن التوحيد والنبوّة والعدل والمعاد ، فلماذا لم يرد نصٌّ صريحٌ في القرآن على وجوبها ؟
جواب:
بإسمه جلت أسمائه
حديث الغدير ـ الذي يُثبت به الشيعةُ الإمامة ـ من المسلّمات التي اعترف بها الفريقان ; لأنّه مرويّ من طرق الشيعة والسنّة بنحو التواتر ، وهو صريح في أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله)إنّما نصب عليّاً بأمر الله تعالى ، بعد أن ورد عليه التأكيد في ذلك ، وبعد أن وعده الله تعالى بالعصمة من الناس ، الظاهر في اعتراض الناس على تنصيبه ، وبذلك يظهر أنّه لو كان إسم عليّ مذكوراً في القرآن لحرّفوه ، وهذا هو السرّ في عدم ذكر إسمه المبارك وأسماء الأئمّة (عليهم السلام) من ذرّيّته أضف إلى ذلك ما جاء في صحيح أبي بصير ، قال : « سألت أبا عبد الله (عليه السلام) إنّ الناس يقولون : فما له لم يسمِّ عليّاً وأهل بيته في كتاب الله ؟
قال (عليه السلام) : قُولُوا لَهُمْ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ (صلى الله عليه وآله) نَزَلَتْ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَلَمْ يُسَمِّ اللهُ لَهُمْ ثَلاثاً
وَلاَ أَرْبَعاً ، حَتَّى كانَ رَسوُلُ اللهِ (صلى الله عليه وآله) هُوَ الَّذي فَسَّرَ ذلِكَ لَهُمْ » ومن هذه الرواية يظهر أنّ جميع الروايات الكثيرة الدالّة على أنّ أسماء الأئمّة(عليهم السلام)مذكورة في القرآن ، يراد بها عنوان التفسير أو عنوان التنزيل مع عدم الأمر بالتبيلغ .