استفتاء:
هل أنّ الإنسان اختار صورته وهيئته ووالديه في النشأة الاُولى ، فإنّ أحد الأساتذة يقول : إنّه هو الذي اختار أن يكون أعرج ; وإلاّ فإنّه سوف يحتجّ على المولى لماذا خلقتني أعرج ؟ والله تعالى عادل ، وكذلك هو الذي اختار والديه ، وكان أحد طلبة البحث الخارج جالساً في هذا المكان الذي دار به النقاش ، فقلنا له : ما ذنب ابن الزنا لا يُصلّى خلفه ولو كان عادلا ، فقال : لأنّه هو الذي اختار والديه ؟
جواب:
بإسمه جلت أسمائه
إنّ تشوّهات الأطفال مسؤوليّة الآباء والاُمّهات ، نتيجة عدم احترازهم عن الأسباب ـ الزمانيّة والمكانيّة والحاليّة ـ المؤدّية إلى العاهة والتشوّه ، وليست مسؤوليّة الخالق الحكيم ( سبحانه وتعالى ) ، وهذا الأمر قد أشارت إليه الكثير من النصوص الدينيّة ، كما أثبته العلم الحديث .
وهكذا يمكن أن يقال بالنسبة لولد الزنا ، فإنّ حرمانه من بعض المناصب ليس راجعاً للشارع المقدّس ، وإنّما هو راجع للوالدين إذ حال ولد الزنا نفس حال الأولاد المشوّهين خَلْقِياً ، فكما أنّهم قد اُصيبوا بالعاهات والتشوّهات الخلقيّة نتيجةَ
عدم توقّي آبائهم واُمّهاتهم عن أسبابها المؤدّية إليها ، وبالتالي فلا يصحُّ تحميلُ الخالق مسؤوليّةَ عاهاتهم ، كذلك أيضاً وليدُ العلاقة غير الشرعيّة لا يصحّ تحميلُ مسؤوليّتهِ الشارع الشريف ; إذ أنّ اتّصافه بعدم طهارة المولد اتّصافٌ بتشوّه معنويٍّ سببُهُ الوالدان اللذان لم يجتنبا سببَ هذا التشوّه ، وبالتالي فكلُّ ما يترتّب عليه من الحرمان فإنّما هو مسؤوليّتهما لا مسؤوليّة الشارع .