استفتاء:
المعلوم في الممكنات أنّ المتكلّم محتاجٌ إلى آلة للتكلّم ، والله منزّهٌ عن ذلك ، فما معنى كلام الباري ( عزّ وجلّ ) ؟
جواب:
بإسمه جلت أسمائه
قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : « يُخْبِرُ لاَ بِلِسان وَلَهَوات ، وَيَسْمَعُ لاَ بِخُرُوق وَأَدَوَات . يَقُولُ وَلاَ يَلْفِظُ ، وَيَحْفَظُ وَلاَ يَتَحَفَّظُ ،. . . يَقُولُ لِمَنْ أَرَادَ كَوْنَهُ : « كُنْ فَيَكُونُ » ، لاَ بِصَوْت يَقْرَعُ ، وَلاَ بِنِدَاء يُسْمَعُ ; وَإِنَّما كَلاَمُهُ سُبْحانَهُ فِعْلٌ مِنْهُ أَ نْشَأَهُ وَمَثَّلَهُ ، لَمْ يَكُنْ مِنْ قَبْلِ ذلِكَ كائِناً » .
وقال الإمام الرضا (عليه السلام) : « وَصَعَدَ مُوسى إِلَى الطّورِ ، وَسَأَلَ اللهَ تَعالى أَنْ يُكَلِّمَهُ وَيُسْمِعَهُمْ كَلامَهُ ، فَكَلَّمَهُ اللهُ تَعالى ذِكْرُهُ ، وَسَمِعوا كَلامَهُ مِنْ فَوْق وَأَسْفَل ، وَيَمين وَشِمال ، وَوَراء وَأَمام; لأَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَحْدَثَهُ في الشَّجَرَةِ ، وَجَعَلَهُ مُنْبَعِثاً مِنْها حَتّى سَمِعوهُ مِنْ جَميعِ الْوجوهِ » .
والمتحصّل من هذين الخبرين : أنّ كلامه تعالى عبارة عن إحداثهِ الكلام والحروف والأصوات في بعض الممكنات ، بحيث يتسنّى سماعها لمن يتكلّم معه .