استفتاء:
في الحلقة الاخيرة من برامج السيد كمال الحيدري في شهر رمضان فاجأنا السيد كمال بالهجوم مرة ثانية على المرجعية الدينية بعد تسجيله سيئ الصيت الذي نفاه ولم يصح النفي، حيث قال السيد كمال في البرنامج التلفزيوني الأخير أن الخط الأول في المرجعية الذي يمثله السيد الخوئي كان يتبنى رأي أن مسؤولية المرجع هي فقط في أن يكتب رسالة عملية ويذهب إلى البيت وينام!! وأنهم لا يعرفون ولا يهتمون بمنظومة المعارف الدينية ويقتصر علمهم على مسائل الحلال والحرام والحيض والنفاس من كتاب الطهارة الى كتاب الديات فقط!! وجاء هذا الكلام من السيد في سياق الترويج لمرجعيته حيث يقول أن الأعلم هو الأعلم في جميع المعارف الدينية وأنه تشهد له كتبه في هذه السعة والشمولية. باعتبار أن سماحتكم من أبرز مراجع الشيعة ولعل سماحتكم أقدم مرجعية موجودة حتى الآن ويشهد لكم أستاذكم المرحوم أستاذ العلماء السيد الخوئي قدس سره الشريف فنحن نتوجه إلى سماحتكم بهذا السؤال لأن الكثير من المؤمنين قد أصابهم التشويش بسبب كلام السيد كمال الحيدري.
السؤال الأول : هل ثبت لدى سماحتكم اجتهاد السيد كمال الحيدري وهل استشار سماحتكم في طرح مرجعيته باعتبار أن سماحتكم في مقام أستاذ أستاذته ؟
السؤال الثاني : هل صحيح ما قاله السيد كمال الحيدري أن مراجع الخط الأول كالسيد الخوئي فقط يعتقدون بأن وظيفة المرجع هي أن يكتب رسالة عملية ويذهب للبيت وينام؟ وأنهم لا يهتمون بمنظومة المعارف الدينية ويقتصر علمهم على مسائل الفقه فقط؟ بل قال السيد كمال الحيدري في تسجيل سابق أنه عند هؤلاء يمكن أن يكون الإنسان مجتهدا ولكنه لا يعرف القرآن الكريم ولا يميز إذا كانت هذه آية أم لا؟!!
السؤال الثالث : هل يؤيد سماحتكم منهج السيد كمال الحيدري وغيره من الطامحين بالمرجعية عندما يقومون بتوهين خط المرجعية وطرح أنفسهم كبديل للمراجع العظام من خلال التصدي للوهابية في برامج التلفزيون وادعاء الأعلمية في المعارف الدينية أما الآخرون فليس عندهم شيء إلا المعرفة بالحلال والحرام فقط؟
السؤال الرابع : ما هي نصيحة سماحتكم لأبنائكم الشباب بخصوص الاعتقاد بالمرجعية الدينية وعدم تزعزع إيمانهم بها وشكهم في أن المراجع المعروفين في النجف وقم لا يعرفون حتى القرآن الكريم ولا يستطيعون التصدي للمناظرات التي يقوم بها السيد كمال ؟ لأنه بعد كلام السيد كمال صار بعض الشباب في منطقتنا يهتكون المراجع الكرام ومن بينهم سماحتكم ويقولون أن هؤلاء لا يعرفون شيئا إلا مسائل الحيض والنفاس ويكررون كلام السيد كمال الحيدري أن هؤلاء ليسوا مراجع دين بل مراجع فقه فقط وفقط وليس عندهم قدرة على التصدي للدفاع عن المذهب وهم فقط يكتبون رسالة عملية ويذهبون للبيت وينامون!! الرجاء الرجاء من سماحتكم توجيهنا لتكليفنا في هذه المسألة لأن مقام المرجعية الدينية في خطر، حفظكم الله وأدام بقاءكم وبقاء مراجعنا العظام وحفظكم من أعين الحاسدين
جواب:
بإسمه جلت أسماؤه
الجواب الأول: لم نطلِّع على مستواه العلمي ، لنحكم عليه سلباً أو إيجاباً .
الجواب الثاني : ليس بصحيح ، فالسيد الخوئي ( أعلى الله في الجنان درجته ) كانَ عالماً محققاً – من الطراز الأول – في جميع المعارف الدينية ، كالفقه والكلام والأصول والحديث والتفسير والحكمة والرجال ، ومن المحال أن يجتهد عالم من علماء الحوزة من غير أن يكون ملماً بالآيات القرآنية وضليعاً بتفسيرها .
الجواب الثالث : توهينُ المراجع العظام الذين تتمثل فيهم المرجعية الدينية الشيعية – من أيّ شخصٍ صدر – توهينٌ للمذهب كلّه ، وكلُّ مَن يتبنى ذلك فإنَّ أمره مريب .
الجواب الرابع : يؤسفنا جداً ما بلغنا عن بعض أهل العلم من توهين المراجع العظام في حوزتي النجف الأشرف وقم المقدسة ، ومحاولة التقليل من شأنهم وعلمهم وجهودهم في خدمة الدين والمذهب والمعارف الحوزوية المختلفة ، والحال أنه لولا جهودهم لم يصل للمؤمنين شيءٌ من معارف الدين والإسلام .
وليعلم أبناؤنا وبناتنا أنَّ الطعن في المراجع العظام – مِن أيّ شخصٍ صدر – أمارة الإفلاس في الوسط الحوزوي ، أو الكبر والغرور والمستجار بالله تعالى ، وقد علمتنا أحداث الحياة أنَّ التطاول على المرجعية الدينية المباركة بداية السقوط في هاوية الانحراف ، فليحذر المؤمنون من الوقوع في مزالق هذا المستنقع الخطير .
