بسم الله الرحمن الرحيم
لمحة موجزة للتعريف بسيرة حياة آية الله العظمى المرجع المجاهد السيد محمد صادق الحسيني الروحاني (قدس سره)
ولادته:
فتح سماحته عينيه على الدنيا في عائلة علمية عريقة في الخامس من شهر محرم الحرام من عام ١٣٤٥هجري قمري، الموافق للخامس عشر من شهر تموز عام ١۹۲۶ ميلادية في مدينة قم المقدسة.
نشأته العلمية:
١. بدت عليه آثار النبوغ منذ سن الرابعة حيث انجز في سنة تعلم ما يحتاج الطالب فيه الى اربع سنوات.
٢. في قرابة العاشرة من عمره استطاع ان ينتهي من عدة مباحث حوزوية مثل المقدمات، الصرف والنحو البيان والبديع.
٣. في الحادية عشرة من عمره كان يشارك في النجف الاشرف في بحث المكاسب للشيخ الانصاري. وشرع في حضور درس الخارج مبكرا. (و هي الدروس العليا التي تؤهل للوصول الى مرتبة الاجتهاد).
وقد طرحت هذه القضية في المجالس العلمية لعلماء النجف ،وكان تعجب العلماء من أنه كيف يستطيع مراهق في هذا السن ان يمتلك القدرة على فهم مطالب الشيخ الانصاري (ره).
حتى أنه ينقل عن السيد الخوئي قدس سره أنه قال لأحد المراجع "أفتخر بحوزة علمية يدرس فيها مراهق في الحادية عشرة من عمره المكاسب الى جانب طلاب كبار في السن وعلماء ، ويفهم مطالب الدرس أفضل من البقية.
وكان سماحة آية الله العظمى السيد الروحاني (قدس سره) يشارك في هذه الدروس وهو في هذا السن المبكرة من عمره الحادية عشرة من عمره، الأمر الذي كان باعثاً لتعجّب كلّ المشاركين، وقد كان يُتحدّث عنه وعن نبوغه الفكري وقدرته على الاستدلال رغم صغر سنه وعن مشاركته في دروس الخارج في أغلب مجالس المراجع والعلماء.
اساتذته:
فأمّا أساتذته في درس الخارج بفرعيه الفقه والأصول فهم من الفقهاء والمراجع الكبار و النادرين و ذوي الشهرة الّذين لا تخفى مراتبهم العلمية و الفقهية و كمالاتهم الأخلاقية على أحد، و نحن هنا نكتفي بذكر أسمائهم.
و هم كما يلي:
١. سماحة آية الله العظمى الشيخ كاظم الشيرازي (قدس سره)
٢. سماحة آية الله العظمى الشيخ محمد حسين الأصفهاني المعروف بـ(كمباني) (قدس سره)
٣. سماحة آية الله العظمى الشيخ محمد علي الكاظمي (قدس سره)
٤. سماحة آية الله العظمى السيد أبو الحسن الأصفهاني (قدس سره)
٥. سماحة آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي (قدس سره)
هؤلاء العظماء الذين يفتخر العالم الإسلامي و عالم التشيع بوجودهم في الحوزة العلمية، هم جميعاً من بركات النجف الأشرف بفضل وعناية الإمام علي عليه السلام.
العلاقة المميزة مع السيد الخوئي:
استمرت علاقته الحميمة مع أستاذه آية الله العظمى السيد الخوئي (رحمه الله) مدة 15 سنة و هي فترة التدريس التي رافقه فيها.
وقد استفاد سماحته من وجود جميع الأساتذة، و هو يعتبر نفسه مديوناً لمحبتهم المخلصة ولكن من بين أساتذته كان السيد الخوئي (قدس سره) أكثرهم له توجيهاً وأكثرهم عملاً على تفتح براعم استعداده ورشده العلمي والأخلاقي.
نظرة لوضع سماحته التحصيلي والعلمي:
كان سماحته يصرف في اليوم ستة عشر ساعة من وقته للمطالعة و تنظيم الأمور الدراسية، و مثل هذا الإدّخار للتحصيل و هذا العشق والعلاقة بالعلم من أكبر التوفيقات والعنايات الإلهية، لأنّ مثل هذا التنظيم التحصيلي يعطل كل الفعاليات غير الدراسية، و يؤدي إلى آلام و متاعب خاصة لدرجة أن أغلب الأصدقاء وحتى السيد الخوئي قدس سره كانوا قلقين من صرف كل هذا الوقت في المطالعة و يوصونه بأن يعدل قليلاً من برامجه لأنّ الذي لديه ستة عشر ساعة مطالعة في اليوم لا يبقى لديه وقت كثيرٌ للنوم والاستراحة و تجديد قوى البدن، والحضور في جلسات الدرس و....
عودة سماحته الى مدينة قم المقدسة:
ان سماحة آية الله العظمى الروحاني قدس سره، وبعد الانتهاء من تحصيل وكسب العلوم من أساتذة الحوزة العلمية الكبار في النجف الأشرف أصبح في صف كبار العلماء ومراجع الدين، وكان يفكر في إعطاء ما تلقاه حتى يستطيع أن يأخذ سهماً مهمّاً في تربية وتعليم الراغبين بالعلوم والمعارف الدينية، ولذلك ترك النجف الأشرف باتجاه الحوزة العلمية في قم، و منذ وروده إلى مدينة العلم والإجتهاد بدأ بالتدريس.
في سنة ١٣٦٩هـ ق دخل إلى قم وبدأ في مستوى مراجع ذلك العصر الكبار بدروس خارج الفقه والأصول مع مجموعة هم في العصر الحالي من كبار علماء ومدرسي الحوزة العلمية في قم.
تدريسه في قم:
١. درّس خمس دورات كاملة في بحث خارج الأصول التي كانت تتألف كلّ واحدة منها من عدّة سنوات من التحقيق العميق والتدريس اليومي.
٢. أمّا بالنسبة لخارج الفقه فإنه لم يُحدد له زماناً لأنّه ومنذ ورود سماحته إلى هذه المدينة وحتى الآن لايزال مستمراً بتدريسه.
مؤلفاته:
١. زبدة الأصول: الذي يتألف من 4 مجلدات باللغة العربية ويحتوي على جميع المباحث الأصولية.
٢. فقه الصادق: يتألف من 26 مجلّد باللغة العربية، وقد أعيد طباعته ثلاث مرات، وله مكانة خاصة بين كتب الاستدلال الفقهي. وقد طُرح هذا الكتاب تحت عنوان مرجع للعلماء في قسم خارج الفقه ككتاب جواهر الكلام لمؤلفه الشيخ محمد حسن النجفي قدس سره.
و في مقام المقايسة أعطى بعض الكبار وأصحاب العلم والفضل الأولوية لهذا الكتاب التحقيقي، واعتبروه متقدماً على "جواهر الكلام".
٣. مناسك الحج باللغة العربية.
٤. الاجتهاد والتقليد.
٥. القواعد الثلاثة.
٦. رسالة في فروع العلم الإجمالي.
٧. المسائل المستحدثة.
٨. تعليق على وسيلة النجاة للمرجع الكبير المرحوم السيد أبو الحسن الأصفهاني.
٩. تعليق على العروة الوثقى.
١٠. توضيح المسائل باللغة الفارسية.
١١. تعليق على منهاج الصالحين لآية الله العظمة السيد الخوئي قدس سره.
١٢. مناسك الحج باللغة الفارسية.
١٣. ملخص المسائل المستحدثة باللغتين الفارسية والأوردو.
١٤. منتخب توضيح المسائل الذي يرتبط بالمسائل المهمة.
١٥. منتخب الأحكام باللغة العربية.
١٦. مختصر الأحكام، رسالة عملية بالفارسية.
١٧. منهاج الفقاهة، وهو شرح وتعليق على كتاب المكاسب للشيخ الأنصاري (ره) ويتألف من 6 مجلدات، وأعيد طبعه مرّتين .
١٨. رسالة في اللباس المشكوك.
١٩. رسالة في القرعة.
٢٠. رسالة في قاعدة لا ضرر.
٢١. الجبر والاختيار، طُبِعَ ثلاث مرّات.
٢٢. تحقيق في مسألة الجبر والاختيار ( تحقيق در مسأله جبر واختيار) باللغة الفارسية.
٢٣. الحكومة الإسلامية.
كتاباته بنظر المراجع العظام:
كان من ضمن الذين اهتموا بكتاباته وخصوصاً كتابه "فقه الصادق" من المراجع الكبار أمثال سماحة آية الله العظمى البروجردي الذي أخذ معه كتاب فقه الصادق مرتين إلى المنبر ونقل منه بعض المطالب.
ومثل سماحة آية الله العظمى السيد الخوئي الذي تفضل في الرسالة التي كتبها للمؤلف بما نصه: "أنا شخصياً أخذت كتاب فقه الصادق إلى آية الله كاشف الغطاء وقلت له أنظر أي خدمةٍ قدّمت للعالم الإسلامي والفقهي، إذ ربّيت مثل هذا العالم المحقق".
بالإضافة إلى عدد من العلماء الكبار.
متابعته لقضايا المسلمين على الصعيد الدولي:
كان لسماحته مراسلات عديدة خارجية في قضايا تهم العالم الاسلامي منها:
١. مراسلات مع شيخ الازهر في مصر.
٢. رابطة العالم الاسلامي في مكة المكرمة.
٣. رئاسة الجمهورية في مصر.
٤. الملك فيصل في السعودية.
٥. العديد من المراسلات في مناسبات مختلفة.
في مواجهة النظام الشاهنشاهي البائد:
١. السيد الروحاني مرشد فدائيي الإسلام.
وفي الفترة التي كان فيها سماحة آية الله العظمى السيد الروحاني في الحوزة العلمية في النجف الأشرف، لم يكن المرحوم نواب صفوي الذي كان يعمل على تشكيل حركته المقدسة بروح عالية واستقامة، لم يكن يتخذ تصميماً بدون سماحة السيد وكان يستشيره في جميع الأمور ويستفيد من إرشاداته ومساعداته لأنه رحمه الله قضى فترة في النجف الأشرف، إذكان يشارك في دروس العلماء والمراجع، وكانت علاقته مع سماحة السيد علاقة مميّزة وحميمة حيث كان يستشيره دائماً.
٢. دور أساسي في بلورة ونجاح الثورة الاسلامية في إيران من خلال المواقف الجريئة والبيانات القوية التي كان يصدرها ضد الحكومة الشاهنشاهية والنظام القائم. والتي امتدت طوال سنوات حتى توجت في نهاية الامر بسقوط النظام البائد.
٣. تعرض سماحته في فترة الحكم الشاهنشاهي للسجن والنفي والابعاد والوضع تحت الاقامة الجبرية نتيجة للدور الريادي الذي كان يقوم به في مواجهة النظام الشاهنشائي.