خطابُ الإمام المجاهد السيد الروحاني (دام ظله) إزاءَ أحداث سوريا والعالم الإسلامي
بسم الله الرحمن الرحيم
السلامُ على أرواحِ جميع شهداء " العراق والبحرين وسوريا وباكستان " الذين أُريقت دماؤهم الزكية على يد القتلة الإرهابيين ، سيما الشهداء السعداء الذين تساقطوا دفاعاً عن الحرم الزينبي الطاهر وحرمته المقدسة ، وعزاؤنا لذويهم ، ودعاؤنا لهم بالصبر على جليل المصاب ، ولشهدائهم بعلوّ الدرجات .
معالي الأمين العام للأمم المتحدة : السيد بان كي مون .
معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية : السيد نبيل العربي .
معالي الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي : أكمل الدين إحسان أوغلو .
تحية طيبة لكم ؛؛
مع مطلع كلّ يومٍ جديد نتلقى ببالغ الألمِ والأسفِ العديدَ من أخبار الحوادث المروعة التي تطال المسلمين الشيعة في العديد من المناطق والدول ، بِدءاً بالعراق النازف ومروراً بالبحرين وباكستان الجريحتين وانتهاءاً بسوريا الدامية ، وقد تعددت هذه الحوادث المؤسفة بين قتل النفوس البريئة للشيوخ والنساء والأطفال ، وانتهاك الأعراض المصونة ، والتعذيب الوحشي للأبرياء، والتمثيل اللاإنساني بالأجساد المحترمة ، والتفجيرات الدموية المنظمة ، وهدم الأماكن المقدسة المتمثلة في المشاهد والمساجد والحسينيات ، ونحو ذلك من المآسي التي يذوب لها القلب ويندى لها الجبين .
وقد كنّا نأمل أن نلمسَ أثراً واضحاً لكم في سبيل إيقاف شلالات الدّم المتواصلة ، وصيانة النفوس والأعراض المحترمة ، غيرَ أنَّ آمالنا تكاد أن تخيب ، ورجاءنا يوشك على الانقطاع ، وإننا مِن موقع المسؤولية الدينية نحذّركم وكلَّ قادة الدول الداعمة للإرهاب – والتي تقف وراء الحملات الإرهابية الشرسة – وغيرها من الدول ، مِن مغبّة حربٍ طائفية – في كلّ الدول المذكورة – ستأتي على الأخضر واليابس ، وتهلك الحرث والنسل .
وليعلم الجميع أنَّ عشرات الرسائل قد وصلتنا – مِن قبل العديد من الجهات السياسية وأصحاب الحِراك الاجتماعي في تلك الدول – تطلب منّا الإذن لهم بالمواجهة والمقابلة بالمثل ، ولكنَّ حرصنا على وحدة المسلمين ودمائهم وقوة المجتمعات الإسلامية يمنعنا من إصدار الإذن المذكور ، غيرَ أنَّ الحقيقة التي ينبغي أن لا تغيب عن الأذهان هي أنَّ الزمام لن يبقى بيد المرجعية الدينية إذا استمرَّ الوضع على ما هو عليه الآن ، سيما فيما لو تمَّ المساس بحرم الصديقة الطاهرة زينب بنت أمير المؤمنين ( عليهما السلام ) أو حرم السيدة رقية بنت الإمام الحسين ( عليهما السلام ) في بلاد الشام .
فإنَّ للصبر – مهما طالَ – حدّاً ، وللتحمل – مهما استمرَ – أمدَاً ، ومتى ما انفجرَ الوضع عند المؤمنين ، وأعياهم ضبطُ أحاسيسهم الثائرة وعواطفهم المتوهجة ، فإنَّ الأمور ستخرج عن حدّ سيطرة المرجعية الدينية ، ولاتَ حينَ مناص .
ومِن هنا فإننا ندعوكم – كما ندعو جميع المنظمات الدولية – لاتخاذ موقفٍ حازمٍ تجاهَ هذه الجرائم البشعة ، والمسارعة إلى إيقاف نزيف الدم الشيعي المتدفق ، والحيلولة دونَ انتشار المدّ الإرهابي ومجازره المروعة ، ونسألُ اللهَ تعالى لكم التوفيق لأداء مهمتكم الإنسانية تجاه العالم الإسلامي على نحو العموم ، والمستضعفين من الشيعة على نحو الخصوص .
محمد صادق الحسيني الروحاني
قـم المقدســة / الجـمـعة 18 ربيـع الثاني 1434 هــــ

