فارسی
تحديث: ٥ محرم ١٤٤٥
  • اَلسَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ وَ عَلى عَلِىِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَ عَلى اَوْلادِ الْحُسَيْنِ وَ عَلى اَصْحابِ الْحُسَيْنِ
code: 18349-1012     

ما حكم الشارع في حدود العزاء على سيد الشهداء كالجرح والإدماء ؟

...لذا فإن التطبير الذي لا يوجب الإضرار بالنفس (بمعنى الهلاك) جائز بل من أهم موارد العزاء على سيد الشهداء، ولا ينبغي الاعتناء بسخرية الآخرين.

السؤال : سماحة آية الله العظمى المرجع السيد صادق الروحاني دام ظله

بعد السلام والتحية يقدم بعض الأشخاص على ضرب أنفسهم إلى حد الجرح في عزاء سيد الشهداء عليه السلام واصحابه الأوفياء، فما هو حكم الشارع المقدس في حدود العزاء ؟ وما حكم هذه الموارد بشكل خاص؟

الجواب سماحة آیة الله العظمی الروحانی :

بسمه جلت أسماؤه؛ ينبغي التنبيه أولاً إلى أن قيام الإمام الحسين عليه السلام كان سبباً لبقاء الدين بحسب اعتقاد جميع المتدينين.

وأما الجواب على السؤال المرقوم فيشتمل على كبرى وصغرى. أما الكبرى : أنه إذا ثبت حكم شرعي ما، هل يمكن تغييره بناء على كلام بعض الناس ؟

والصغرى : عبارة عن بعض أقسام العزاء على سيد الشهداء عليه السلام. بالنسبة للصغرى، ففي موارد العزاء الذي يرافقه ضرب وجرح كالتطبير خاصة، يلاحظ :

أولاً : أن النبي (صلى الله عليه وآله) في سنته الأخيرة قد أقر الحجامة في مقدم الرأس، وقد ذهب الأخصائيون إلى أن هذا العمل نافع للدماغ.

ثانياً : أن الإمام الصادق قد عدَّ خمش الوجه والإدماء في عزاء سيد الشهداء فعلاً مأموراً به، وعن صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه في حق سيد الشهداء (لأبكين عليك بدل الدموع دماً).

ثالثاً : صرح الشيخ النائيني أن التطبير والإدماء من المصاديق المأمور بها في صورة عدم الإضرار بالنفس، وقد أيد هذه الفتوى السيد الخوئي وسائر مراجع النجف، وقد طبعت في عدة كتب منشورة.

أما الكبرى : فقد ورد النهي صريحاً في القرآن الكريم والروايات الشريفة عن الاعتناء بكلام واستهزاء الآخرين. ففي القرآن الكريم خاطب تعالى النبي (صلى الله عليه وآله) عندما استهزأ المشركون والكفار بصلاته وصلاة المؤمنين، وحثه على عدم الاعتناء (وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ اتَّخَذُوهَا هُزُواً وَلَعِباً ذَلِكَ بأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ) [المائدة : 58] كذلك كان رمي الجمرات في الحج مورداً للاستهزاء والسخرية. لكن أحكام الشرع لا تتغير بذلك ولا ينبغي الاهتمام بكلمات الكفار.

لذا فإن التطبير الذي لا يوجب الإضرار بالنفس (بمعنى الهلاك) جائز بل من أهم موارد العزاء على سيد الشهداء، ولا ينبغي الاعتناء بسخرية الآخرين.

محمد صادق الحسيني الروحاني

مواضيع ذات صلة برنامج مراسم العزاء في شهر محرم الحرام في حسينية الإمام الصادق (عليه السلام) و بحضور سماحة آیة الله العظمي السيد الروحاني (دامت ظله) إقامة مراسم العزاء فی أیام عاشوراء من محرم الحرام سنة ۱۴۳۴ فی حسینیة الإمام الصادق (ع) + الصور تم طبع الکتاب «أسئلة وأجوبة حول سيد الشهداء الحسين(ع) و نهضته المباركة»