موقع سماحة آیة الله العظمی السید محمد صادق الحسینی الروحانی (قدس سره)
بيان عن صفقة الخيانة في هذا العصر
بسم الله الرحمن الرحيم قبل قرن من الزمن ونتيجةً لما أصاب الامة َالإسلامية من وهن وضعف، وتفرق وتمزق، بسبب ابتعادها عن أمر ربها عندما قال عز وجل ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾...

 

                            بسم الله الرحمن الرحيم

   مكتب سماحة آية الله العظمى

السيد محمد صادق الحسيني الروحاني

                                                                              بيان عن صفقة الخيانة في هذا العصر

              قبل قرن من الزمن ونتيجةً لما أصاب الامة َالإسلامية من وهن وضعف، وتفرق وتمزق، بسبب ابتعادها عن أمر ربها عندما قال عز وجل ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾، فعادت الى ما كانت عليه في جاهليتها قبل نبيّها بما وصفتهم به الزهراء ÷،مَذْقَةَ الشَّارِبِ ونَهْزَةَ الطَّامِعِ وقَبْسَةَ الْعَجْلَانِ ومَوْطِئَ الْأَقْدَام‏ ،  مما جعلها خاضعة لما يقرره لها اعداؤها المتربصون، وهم من وصفهم الله تعالى في كتابه الكريم بقوله: ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا﴾.

فكان من نتائج تلك المرحلة، أن وهب من لا يملك أرض فلسطين (بلفور) الى من لا يستحقها ولا يملكها، من شذاذ الآفاق، ﴿مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ﴾.

واليوم وبعد مضي ما يزيد على مائة سنة من ذاك التاريخ، والذي شهدت فيه بلاد المسلمين المزيد من التفرقة والتمزق والتشرذم، مما مكن الأعداء الطامحين والطامعين بأن يقدموا على خطوة تجسد التكريس العملي لتضييع أولى القبلتين في فلسطين بإعلان ما سمي صفقة القرن للسلام.

إن هذا الإعلان، ليس بالأمر المستغرب من أناس حذرنا الله تعالى منهم بقوله ﴿كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ۚ يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ﴾.  إلا أن المؤسف والمؤلم والمحزن، هو في تبني هذا الموقف بما فيه من استسلام مذل من قبل بعض حكام العرب والمسلمين، ، مما يجعله في مراتب الخيانة الكبرى للأمة، رغم التحذير ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ وهم في ذلك يخرجون عن ربقة الايمان،  ﴿لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ.

                  أعاد الله للأمة رشدها وعزتها، ﴿إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ

                                                 مكتب سماحة السيد محمد صادق الحسيني الروحاني                             

                      قم المشرفة، في 3 جمادي الثاني 1441 الموافق 29 كانون الثاني 2020