موقع سماحة آیة الله العظمی السید محمد صادق الحسینی الروحانی (قدس سره)
بیان سماحة آیة الله العظمی الروحاني حول الاحداث التي تحصل في البحرين
إن المرجعیة الدینیة ومعها جمیع أحرار العالم یتطلعون الى شعوب المنطقة لكی یتحسسوا معاناة أهلهم واخوانهم و یرفعوا الصوت عالیا بمواجهة تلك الممارسات كما حصل فی مظاهرات المساندة للشعب البحرینی فی الكویت وعمان والعراق ولبنان وغیرهم من البلدان.

بسم الله الرحمن الرحیم
«وَمَن یقتُل مُؤمِنا مُتَعَمِّدا فَجَزَاؤُه جَهَنَّمُ خَالِدا فِیها وَغَضِبَ اللهَّ عَلَیهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابا عَظِیمٌا» النساء: 39

یشهدُ العالم منذ أسابیع وأیام أحداثا مأساویة فی كل من البحرین و لیبیا و الیمن و التی تكشف بما لایقبل الشك خیانة الأنظمة الحاكمة المستبدة لمصالح شعوبها وتطلعاتهم نحو حیاة انسانیة كریمة كما أراد الله تعالى للإنسان أن یحیا على هذه الارض... «و لقد كَرَّمنَا بنی آدَمَ وَحَمَلنَاهُم فِی البَرّ وَ البَحرِ» الاسراء: من الآیة70؛ مع صمت، بل وتواطئ مریب من قبل الأنظمة التی تتغنى بحقوق الانسان بما یکشف عن خیانة مشتركة لتلك الأهداف المعلنة تحكمها المصالح الآنیة المشتركة على حساب الشعوب وتطلعاتها ومصالحها الوطنیة.
لقد أثمر الحراك الشعب فی كل من تونس ومصر و تمكن من إزاحة الكابوس الجاثم على صدورهم منذ عقود من السنین، ونسأل الله تعالى أن یوفقهم لکی یصلوا الى واحة الامن والاستقرار.
ولكن المؤلم فی هذه الایام ما نشاهده من مذابح متجدده ابرزها المذبحة الثانیة التی ارتكبت فی البحرین بحق المعتصمین العزل فی دوار اللؤلؤة و غیرها من المناطق والاحیاء بمشاركة من القوات السعودیة الغازیة ومن معها من دول الخلیج وهو ما یمثل قمة الخیانة من النظام الحاكم ومن یساعده على إبادة شعب ضمن جریمة موصوفة وفق القانون الدولی،ً و یتحمل مسؤولیتها اولئك الذین أعطوا الضوء الاخضر لهذه العملیات القمعیة الوحشیة البربریة من مسؤولین امریکیین و غیرهم.
إنهم فی الوقت الذي یتواطؤون فیه مع نظام القذافی المجرم عملا و یدینونه كلاما، فیمنحونه فرصة القضاء على شعبه، فإنهم فی البحرین و الیمن یقدمون المساعدة للمجرمین قولا وعملا. و هو ما یجسد قمة البغی، والتی ستكون وخیمة علیهم جمیعا.. كما ورد فی الحدیث، وَ حَق عَلَى اللهَِّ عَزَّوَجَلَّ أَ ن لا یبغی شیء عَلَى شَیء إِلَّا أَذَلَّهُ الله، وَ لَو أَنَّ جَبَلا بَغَى عَلَى جَبَل لَهَدَّ الله البَاغی منهُمَا.
إن المرجعیة الدینیة ومعها جمیع أحرار العالم یتطلعون الى شعوب المنطقة لكی یتحسسوا معاناة أهلهم واخوانهم و یرفعوا الصوت عالیا بمواجهة تلك الممارسات كما حصل فی مظاهرات المساندة للشعب البحرینی فی الكویت وعمان والعراق ولبنان وغیرهم من البلدان.
إننا فی الوقت الذي نقدم فیه العزاء لذوي الضحایا البریئة وندعوا الله تعالى أن یمن على الجرحى بالشفاء العاجل، فإننا نكرر الإدانة لاستعمال القوة المسلحة بمواجهة المدنیین والاستعانة بقوات مرتزقة لمواجهة الناس العزل إلا من الكرامة، حتى ولو كانت من دول مجاورة. و نحمل كامل المسؤولیة لمن یقدم الدعم والحمایة والمساعدة لهذه الانظمة الفاسدة.
«وَ من قُتِلَ مَظلُوما فَقَد جَعَلنا لِوَلیّه سلطانا»
صدق الله العلی العظیم
محمدصادق الحسینی الروحانی
قم المشرفة: 11 ربیع الثانی 1432
17 آذار 2011