بیان لسماحة الامام الروحاني بمناسبة الاساءة للقرآن الكريم

باسمهِ جلَّت أسماؤه

تلقينا بعميقِ الألمِ نبأَ تهديدِ القِس الأمريكي "تيري جونز" بإحراقِ عدةٍ مِن نسخِ القرآنِ الكريمِ، والذي يُعتبر أقدسَ كتابٍ عندَ المسلمينَ جميعاً.

وليسَ يخفى على أحدٍ ما يحملهُ هذا العملُ الإجراميُ الشنيعُ من الاستهتارِ الواضحِ جداً بمشاعرِ ما يُناهزُ المليارَ من المسلمين ، وعدمِ المبالاةِ بمقدساتِ الشعوب .

وإننا في الوقتِ الذي ندينُ فيهِ بشدةٍ هذا العملَ المتطرف، فإننا نُلقي بمسؤولية وقوعهِ على عاتقِ الرئيسِ الأمريكي ، وجميعِ القساوسةِ في العالم ؛ لعلمنا بقدرتهم على المنعِ من وقوعِ مثلِ هذه الأعمالِ التي يستنكرها عقلاءُ العالمِ كافة.

كما ونحذّرُ الجميعَ مِن مغبّةِ وقوعِ هذا العمل ؛ فإنه – لما ينطوي عليهِ من الاستفزازِ للمشاعر والتحقير للمقدساتِ – لن يتركَ وراءَهُ إلا المزيدَ من أعمالِ العنف ، والدعوةَ إلى التطرفِ ، والتحريضَ على الكراهيةِ بين المسلمينَ وغيرهم.

ومِن هنا فإننا ندعو الحكومةَ الأمريكية إلى المبادرة السريعة لإطفاءِ فتيل هذه الفتنة، بالحيلولةِ دونَ وقوع هذا العمل، وتجريمِ القائمينَ عليه، ومعاقبتِهم معاقبةً قانونية تتناسب مع مستوى هذه الجريمةِ النكراء ، والتي لا هدفَ مِن ورائها سوى تمزيق التلاحم الإنساني بين المسيحيين والمسلمين، وإرباك العلاقات السلمية بينهم.

كما ولا يفوتنا أن ندعوَ إخواننا وأبناءنا من المسلمين جميعاً إلى التحلي بالحكمةِ والحنكةِ والبصيرةِ النافذةِ في التعاملِ مع هذا الحدثِ الجَلَل ، بعدمِ الانجرارِ وراءَ الفتنة ، والمحافظة على هدوء العلاقات الإنسانية مع المسيحيين وصفائها ، عملاً بقول القرآن الكريمِ نفسهِ : { لا ينهاكم اللهُ عن الذينَ لم يقاتلوكم في الدينِ ولم يخرجوكم مِن دِيارِهم أنْ تبروهم وتقسطوا إليهم إنَّ اللهَ يحبُ المقسطين } .

وآخرُ دعوانا أن الحمد للهِ ربِّ العالمين

وصلى اللهُ على محمدٍ وآلهِ الطاهـرين

29 رمضان الکريم 1431

محمد صادق الحسيني الروحاني