موقع سماحة آیة الله العظمی السید محمد صادق الحسینی الروحانی (قدس سره)
البيانُ لسماحةِ آيةِ اللهِ العظمى ، الإمامِ السيّدِ محمد صادقٍ الروحاني (دَامَ ظِلُهُ) احتجاجاً على اضطهادِ الشيعةِ في أرضِ اليَمَن
وَنحنُ في الوقتِ الذي نُعلِنُ فيهِ شَجبَنَا لِلصَمْتِ العَالميِ تجاهَ هَذهِ الجَرائمِ المأساويةِ، والذي لا تفسيرَ لهُ سوى تَعَنْوُنِ هذهِ الفئةِ المظلُومةِ بِعنوانِ ( شيعةِ ) أهلِ البيتِ "عليهمُ السَلامُ"، نُجدِدُ استنكَارَنا – للمرَّةِ الثالثةِ – لِلمَجازِرِ البَشِعَةِ التي تجري على إخوانِنَا وأخواتِنَا وأبنائِنَا وبناتِنَا في اليَمَنِ الخَضرَاءِ...

بِسْمِ اللهِ ذِي القُّوةِ المَتِين ، قَاصمِ الجبارينَ، مُدِّمرِ المُتكبِرينَ، مُذِّلِ الظَالِمينَ، نَاصرِ المَظلومينَ، صَرِيخِ المُستَصرِخين، مُغيثِ المُستَضعَفينَ.
قَالَ اللهُ العَظيمُ في مُحْكَمِ كِتَابهِ الكَرِيمِ:

    ﴿إِنَّ اللهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللهَ لا يُحِبُ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ ¤ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بأنَّهم ظُلِمُوا وإنَّ اللهَ على نَصْرِهِم لَقَدِيرٌ ¤ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيرِ حَقٍ إلا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ﴾
    تَمّرُ علينا هذهِ الأيامُ العظِيمةُ التَي يُفترضُ فيها أنْ تكونَ أيامَ بَهْجةٍ وَسُرورٍ لِجميعِ المسلمينَ في العَالمِ – حيثُ يحتفلونَ فيها بِعيدِ الأضحى المُباركِ ، وَإحياءِ شَعيرةِ الحَجِ الكُبرى – غَيْرَ أنَّها تمّرُ هذهِ السنَةَ مُسربَلَةً  بِثيابِ الحُزْنِ والأَسى الشَدِيدَينِ، بِسببِ مَا يَشهدُهُ المُسلمونَ الشيعةُ في أرضِ اليَمَنِ مِن الإبادةِ الجماعيةِ، وَالمجَازرِ المُروِّعةِ، وَالجرائمِ اللاإنسانية، التي يَنْدَى لَها الجَبِينُ، ويَهْرَمُ لَها  الكَبيرُ، وَيَشيبُ لأجلِهَا الصَغِيرُ.
    وَنحنُ في الوقتِ الذي نُعلِنُ فيهِ شَجبَنَا لِلصَمْتِ العَالميِ تجاهَ هَذهِ الجَرائمِ المأساويةِ ، والذي لا تفسيرَ لهُ سوى تَعَنْوُنِ هذهِ الفئةِ المظلُومةِ بِعنوانِ (شيعةِ) أهلِ البيتِ عليهمُ السَلامُ، نُجدِدُ استنكَارَنا – للمرَّةِ الثالثةِ – لِلمَجازِرِ البَشِعَةِ التي تجري على إخوانِنَا وأخواتِنَا وأبنائِنَا وبناتِنَا في اليَمَنِ الخَضرَاءِ، ونَدعُو الحكومةَ اليَمنيةَ إلى سُلوكِ جادّةِ العَدْلِ والإنسانيةِ في تَعاملِها معَ أبنائِها الشِيعةِ، وَالمُبادرةِ إلى إيقافِ حملاتِها الشَرِسَةِ على مُواطِنيها العُزَّل مِن الشيوخِ وَالنِسَاءِ وَالأطفَالِ، وَالسَعْيِ إلى احترامِ حقُوقِهم المُنتَهكَةِ، وَاستعَادةِ كرَامتِهم المَسْلُوبةِ.
    كمَا وَلا يَفوتنا أنْ نُوجِّهَ نِداءَنَا إلى جميعِ الدُولِ والحكُوماتِ – سيمَا العربية منها – وجميعِ المُنظماتِ والمُؤسساتِ الحقوقيةِ في العالم، بأنْ تتخِذَ موقِفَاً بطولياً سَرِيعاً وَنزيهاً تجاهَ هذهِ المآسي المُؤلمةِ، فإنَّ الكَيْلَ قَد طَفَحَ، وَالسَيْلَ قدْ بَلَغَ الزُبَى، لِكثرَةِ ما أُرِيقَ مِن الدماءِ البَرِيئَةِ، وأُزْهِقَ مِنَ الأرواحِ الكَرِيمَةِ، وَهُتِكَ مِنَ الأعْرََاضِ المُحْتَرَمَةِ.
    وفي الخِتامِ نَرْفعُ أيدي الضَرَاعةِ إلى اللهِ تبَاركَ وَتعَالى قائلينَ: "اللهمَّ عَظُمَ البَلاءُ ، وَبَرِحَ الخَفَاءُ، وانكَشفَ الغِطَاءُ، وَضَاقت الأرضُ وَمُنِعَت السَمَاءُ، وَإِليكَ يَا رَّب المُشتَكى، وَعليكَ المُعَوَّلُ في الشِّدةِ والرَخَاء"، وَلا حَوْلَ وَلا قوةَ إلا باللهِ العَليِّ العَظيمِ، وإنّا للهِ وإنّا إليهِ راجِعون.

محمد صادق الحسيني الروحاني
قم المشرفة / الثلاثاء 13 / 12 / 1430 هـ