موقع سماحة آیة الله العظمی السید محمد صادق الحسینی الروحانی (قدس سره)
بيانُ سماحةِ آية اللهِ العظمى ، السيد محمد صادق الحسيني الروحاني بمناسبة ذكرى عيد الولاية الأكبر ، سنة 1432 هـ
وتمتزجُ هذهِ الفرحةُ العظمى – في هذا العام – بفرحةِ تساقط طواغيتِ العصرِ واحداً بعدَ آخر في هاويةِ الجحيم ، والذينَ نأملُ أن يكون تساقُطُهم هذا – والعُقبى لأمثالِهم أيضاً – مؤذِنَاً بقُربِ ظهورِ جَمالِ الطَلعةِ البهيةِ لإمامِ العَصرِ...

بيانُ المرجع الديني الكبير ، الفقيه المجاهد، سماحةِ آية اللهِ العظمى ، السيد محمد صادق الحسيني الروحاني (دامت بركاتُ وجوده) بمناسبة ذكرى عيد الولاية الأكبر ، سنة 1432 هـ

بسمِ اللهِ الرَحمنِ الرَحيمِ

والحمدُ للهِ الذي أكملَ دِينَهُ وأتمَّ نعمتَهُ بولايةِ أميرِ المؤمنين ، وصلى اللهُ على حُجَجهِ وخلفائهِ محمدٍ وآلهِ الطيبينَ الطاهرين ، واللعنةُ الدائمةُ على أعدائهم وغاصبيهم أجمعين ، أبدَ الآبدين .

بكلِّ أحاسيسِ البهجةِ ومشاعرِ المحبةِ أتقدمُ لسيدي ومولايَ الإمام الحجةِ بن الحسن المهدي ( فدته نفوسُ الكائنات ) ، ولجميعِ المؤمنين والمؤمناتِ في العالم ، مهنئاً ومباركاً بحلولِ ذِكرى عيد اللهِ الأكبر : عيدِ الغَديرِ الأغَّر ، الذي أتمَّ اللهُ تعالى فيهِ النعمةَ وأكملَ الدينَ بإعلانِ الولايةِ الكبرى لسيدِ الوصيينِ وأبنائهِ المنتجبينَ المرضيين .

وتمتزجُ هذهِ الفرحةُ العظمى – في هذا العام – بفرحةِ تساقط طواغيتِ العصرِ واحداً بعدَ آخر في هاويةِ الجحيم ، والذينَ نأملُ أن يكون تساقُطُهم هذا – والعُقبى لأمثالِهم أيضاً – مؤذِنَاً بقُربِ ظهورِ جَمالِ الطَلعةِ البهيةِ لإمامِ العَصرِ وسلطانِ الزمان ( أرواحُ جميعُ مَن سواهُ فِداه ) .  

إلا أنَّ مما يحزُ في النفسِ ويُؤلِمُ الفؤادَ : إعادةُ التاريخِ لنفسهِ ، فكما حُوربتُ – في غابرِ الزمان – ولايةُ أمير المؤمنين منذُ أنْ جهرَ بها سيدُ المرسلين ( عليهما صلواتُ المُصلّين ) ، فإننا نجد اليومَ – في وُعّاظ السلاطين ، ومَن حذا حَذْوَهم مِن المتاجرينَ باسمِ الإسلام والمسلمين – مَن يُجاهرُ بالعِداءِ لشيعة سيّدِ الأوصياء ( عليهِ آلافُ التحيةِ والثناء ) لا لشيءٍ سوى الطائفيةِ البغيضة المُعشعشة في نفوسهم المريضة .

فتراهم في الوقتِ الذي يُحرِّضونَ فيهِ على الفوضى العامة باسمِ الثورةِ والمُطالبةِ بالحرية والديمقراطية في سوريا – وإنْ استلزمَ ذلك إبادةَ ثلثِ الشَعْبِ بل نصفه ، كما جاءَ ذلك في تصريحاتِ بعضِ العابثين بدماءِ وأرواح المسلمين – يبذلونَ قُصارى جهودهم من أجل كَتْمِ صوت ثورةِ الأحرار في البحرين ، وإنْ استلزمَ ذلك سجنَ المئاتِ من الأبرياء وتعذيبهم ، بل وإراقةَ دمائِهم الزكية وهتكَ أعراضِهم المحترمة .     

وما هذهِ المفارقةُ الفاضحة والازدواجيةُ الصريحة – في مواقف هؤلاءِ المزيفين – إلا لأجلِ أنَّ ثورةَ أهل البحرينِ ثورةٌ شيعيةُ الإنتماء ، بينما ما يجري من الأحداثِ في سوريا لا هدفَ مِن ورائهِ سوى التضييق على شيعةِ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وخَنْقِ حريتهم ، سواء في بلادِ الشامِ نفسها أم في البلدانِ المجاورة .

والأنكى مِن ذلك هو الموقفُ المخزي للإعلام العالمي ، ففي الوقتِ الذي يُفترض فيه أن يكونَ – بجميعِ مستوياته – في أعلى درجاتِ النزاهةِ والحيادية ، لا نراهُ ينظرُ إلى الأحداث إلا بعينٍ واحدة ، وهي عين الطائفيةِ المقيتة ، فحينَ تُسفكُ دماء المئات من الشيعة في باكستان – بشكلٍ متكرر – على يدِ المجموعاتِ الإرهابيةِ المتطرفة ، وتُراقُ دماء العشرات من الشيعةِ في البحرين على يدِ الطواغتِ والجلادّين ، لا تجد للإعلامِ العالميِ موقفاً ولا تسمع لهُ صوتاً ، بينما يفاجئكَ بأرقامِ وإحصائياتِ يوميةٍ لأعداد القتلى الذينَ لا يفتأ عن وصفهم بالثوّار والأحرارِ والشهداء .

فسلامُ اللهِ تعالى وصلواتُهُ وتحياتُهُ على سيدِّ أوصيائهِ أميرِ المؤمنين ( عليهِ صلواتُ المصلين ) ، فإنَّه عاشَ مظلوماً وقُتِلَ مظلوماً ، وكذلكَ شيعته الأبرارُ عاشوا مظلومينَ وقُتِلوا مظلومين ، وهكذا سيعيشونَ وسَيموتون ، وهذا ما يُضاعفَ من حجمِ مسؤوليتهم تجاهَ ( الولايةِ الكُبرى ) التي شَرّفهم الله تعالى بشرفِ الإنتماءِ إليها ، فعليهم بكلِّ قِواهم  أن يصونوها مِن كيد الطواغيتِ والمستكبرين ، ليبقى لواؤها شامخاً ومرفرفاً بالنصرِ والعزّةِ على كلِّ آفاقِ الدنيا شرقها وغربها ، حتى يسلموهُ بيدِ الإخلاصِ والوفاءِ لكفِّ صاحب العصرِ والزمانِ ( أرواحُ جميعِ العالمينَ لترابِ مقدمهِ الفِداء ) .

وإني لأبتهلُ للمولى العليِّ القدير أن يُعجِّلَ في فرج وليهِ المُنتظر ، لتزولَ كلُّ معالم الجورِ والطغيانِ والظُلم ، وتسودَ كُلُّ معالم الحق والعدل ، والحمدُ للهِ ربِّ العالمين ، وصلى اللهُ على محمد وآلهِ الطاهرين .

محمد صادق الحسيني الروحاني
17 ذی الحجه 1432