موقع سماحة آیة الله العظمی السید محمد صادق الحسینی الروحانی (قدس سره)
بیانُ سماحة آیة الله العظمی، الفقیه المجاهد، السید محمدصادق الروحاني (دام ظله) بمناسبة حلّ المجلس العلمائي في البحرین
إننا فی الوقت الذي تستنکر فیه هذا العمل الجائر، و نعتبره انتهاکاً صارخاً للقیم الإنسانیة و حرمة العلم و العلماء، ندعوا إخواننا و أبنائنا في البحرین العزیزة لتعمیق صلتهم و تعزیز علاقتهم بأهل العلم و الفضل فیها، لیکون هذا التلاحم الجماهیري شوکة فی عیون الظالمین...

 

باسم الله ناصرالمستضعفین


(وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ ببَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)

سنواتٌ من الألم قد تصرمت، و نحنُ من کَثَبٍ نرقب الأحداث المأساویة التی تمرُّ بها البحرینُ العزیزة، و کنّا نرجو خلالها أن یتوقف مسلسلُ الإنتهاکات الإجرامیة عند حدٍّ ینتهي إلیه، غیر أنَّ الرجاء قد انقطع  و الآمال قد خابت، و لم نزل نسمع بما یندی له الجبین و یتألم له القلب من الأحداث المؤسفة و الإنتهاکات الطائفیة التي تمارسها الحکومة الظالمة ضدّ مواطنیها العُزَّل.

و إنَّ من أبشع هذه الجرائم الفادحة ما قامت بهِ الحکومة أخیراً من حلّ (المجلس العلمائي) الذي  کان یضمُّ نخبةً من علماء البحرین و فضلائها، و بهدا تکون قد کشفت کلّ اوراقها الحاکیه عن موقفها  الطائفي المقیت تجاه شیعة اهل البیت (علیهم السلام) و علماء الدین و الشریعة.

و إننا فی الوقت الذي تستنکر فیه هذا العمل الجائر، و نعتبره انتهاکاً صارخاً للقیم الإنسانیة و حرمة العلم و العلماء، ندعوا إخواننا و أبنائنا في البحرین العزیزة لتعمیق صلتهم و تعزیز علاقتهم بأهل العلم و الفضل فیها، لیکون هذا التلاحم الجماهیري شوکة فی عیون الظالمین، و ملحمةً خالدةً ضدّ المستکبرین، وإحباطاً  لمؤامرة التفکیک بین العلماء و قواعدهم الشعبیة.

کما و ندعو إخواننا و أبنائنا العلماء إلی المزید من الإصرار علی موقعهم القیادي و مرجعیتهم  الروحیة، من خلال إحتواء الجماهیر، و السعي للقیام بشؤونهم  الدینیة و الدنیویة، و شدّ أواصر العلاقة بینهم و بین المبادی الدین القویم و أحکام الشریعة المقدسة.

و إعتقادنا أنَّ عملیة التلاحم هذهِ من الجانبین هی مشروع المرحلة، و بما یتمّ الإستثمار الإیجابی لهذه الأزمة، و بالإصرار علیها ستبقی أرض البحرین الصامدة قلعةَ الولاء، و موطنَ العلم و الفقاهة، و منارة العزّة و الکرامة (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).

محمد صادق الحسیني الروحاني
الأحد 2 ربیع الثانی 1435