موقع سماحة آیة الله العظمی السید محمد صادق الحسینی الروحانی (قدس سره)
عن الصلاة مع الاخرين في غير مورد التقية؟
استفتاء:

 يوجد لدينا في العمل (القطاع الخاص في السعودية) شخص (شيعي / أثناعشري) متمسك بأهل البيت (ع) وموالي لهم ويحمل شهادة الماجستير في الهندسة ، ولكن في الصلاة اليومية نراه يصلي جماعة (ليس متابعة) مع أخواننا السنة ، ويصلي جماعة خلف أي شخصِ منهم ومن أي جنسية (هندي ، بنجلاديشي ، فلبيني) ، حتى وأن لم يحسن القراءة ،  وبعض الاحيان يسجد على الفرش ولا يضع له أي شئ يصح السجود عليه ، المهم عنده الصلاة جماعة ، يصلي الظهر جماعة معهم ، وكذلك العصر يصلي جماعة معهم في أوقاتهم ..

تكلمنا معه ، وقلنا له : هناك أحكام شرعية ومسائل فقهية يجب أتباعها ، وان المسألة ليست مزاجية .. علق وقال: ان الدين الإسلامي شكل وروح ، فالاحكام الفقهية من شكل ومظاهر الإسلام ، ولكن الوحدة والأخوة والمحبة والاتحاد والجماعة هي روح الإسلام ، فيجب تقديم الروح على الشكل والمظهر ، حتى وأن تعارضا .. وان الله سبحانه وتعالى سيكافئ ويجازي المتمسك بروح الإسلام أكثر وسيعطيه ثواب أكثر ، ولذا فصلاتي جماعة مع الطرف الآخر بالرغم من الأخطاء الفقهية والاشكالات الشرعية ، إلا أنها أكثر ثواباً من صلاتي المفردة.

 علماً بأن الموضوع كله ليس له علاقة بالتقية لا من قريب أو بعيد ، حيث يصلي جماعة معهم وهو يسجد على تربة حسينية ويسبل اليدين ..

ونحن منذ سنوات عديدة نصلي في نفس المصلى بحرية كاملة ، ومن غير أي مضايقات.

 س: ماحكم صلواته هذه ؟ والصلوات السابقة ، لأنه بهذه الطريقة لأكثر من خمس سنوات؟ .. وماذا تنصحون؟ ..

نرجو ان تكون الأجابة مفصلة ومسهبة وجزيتم خيرا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

جواب:

 باسمه جلت اسماؤه

الصلاة امر عبادي توقيفي غير خاضع للاستحسان ، فلا يمكن لراغب ان يصلي الصبح ثلاث ركعات مثلا..

وكذلك الاحكام المتعلقة بالصلاة من مقدمات وشرائط واحكام فهي وفق قواعد شرعية يرجع بها الجاهل الى العالم،

وفي الأمور الفقهية يرجع عامة الناس الى المختص الاعلم وهو مرجع التقليد، فلا بد من التدقيق في ذلك كي يضمن حصول البراءة الشرعية في اداءه لصلاته، ولا وجه للاستحسان فيها.

فإن كان العقلاء يحتمون على الانسان الذي يرغب بتسديد دينه ان يضمن وصوله الى أصحابه كي يطمئن لأداء دينه، فمن باب أولى ان يعمل العاقل على تحصيل الاطمئنان بقبول عبادته اليومية التي فرضها الله تعالى على المسلم في اليوم والليلة خمس مرات.