موقع سماحة آیة الله العظمی السید محمد صادق الحسینی الروحانی (قدس سره)
التوفيق بين سيادة مريم و سيادة الزهراء عليها السلام‏
استفتاء:

يقول البعض بأن الصديقة العظمى فاطمة الزهراء عليها السلام لم ‏تكن سيدة نساء العالمين، لاختصاص هذه الفضيلة بالسيدة مريم‏ عليها السلام لقوله تعالى: 

(واصطفاك على نسآء العالمين) آل عمران/42- 

فيقول ان الرويات الدالة على افضلية الصديقة الطاهرة، لا تقاوم هذه الاية المباركة؛ هل هذا القول صحيح؟

جواب:

بإسمه جلّت أسماؤه‏
عندما يحصل التعارض بين الآية والرواية فيبحث حينئذ عن الترجيحات، وأما عندما تكون الرواية مفسرة للآية فلا بد من الإلتزام بذلك، لأن رد كلام المعصوم الثابت هو رد للكتاب الكريم.

فالآية دون الرواية تحتمل وجهين: 

أن يكون المقصود منها "نساء العالمين في زمانها" أو "نساء العالمين من الأولين والآخرين".

وعندما تأتي الرواية عن الإمام المعصوم‏ عليه السلام لتبين لنا المعنى المقصود من الآية، وتبين لنا أن الزهراء عليها السلام «بضعة الرسول المصطفى، التي يرضى اللَّه لرضاها ويغضب لغضبها» هي «سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين» فلا يبقى مجال للقول بأن الآية مقدمة على الرواية.