موقع سماحة آیة الله العظمی السید محمد صادق الحسینی الروحانی (قدس سره)
أسئلة أخرى حول حديث «ولولا فاطمة لما خلقتكما»
استفتاء:

1: هل ثبت لديكم صحة الحديث القدسي «يا أحمد لولاك لما خلقت الأفلاك و لولا علي لما خلقتك و لولا فاطمة لما خلقتكما»؟

2: و كيف يتم توجيهه؟

3: ذكر أحد الأفاضل بخصوص هذا الحديث ما يلي:

(والعلة متقدمة رتبة أو وجودا أو هما معا، فاعتبار الجزء الثاني من النص صحيحا يوجب تقدم العلة المذكورة و تأخرها على معلولها في آن واحد و هذا يوجب تقدم الشي‏ء على نفسه و هو باطل قطعا. و التقدم بيناه و التأخر معلوم بالضرورة. ثم إن هذا الحديث لو صح بكامله وجب تسلسل العلل نزولا فبطل، ولو تأمل المتأمل في طلب كسر حلقة التسلسل فسيحتاج إلى دور واضح و هو باطل ضرورة) فما تعليقكم على هذا الكلام؟

جواب:

بإسمه جلّت أسماؤه‏
1: الفقرة الاولى (لولاك لما خلقت الافلاك) وردت في الكثير من كتبنا وكتب العامة أيضا، و قد ذكره القندوزي الحنفي و صحح معناه العجلوني، و أما الفقرة الثانية فقد وردت في كتاب الوحيد البهبهاني، وأما الفقرة الثالثة فقد وردت في مجمع النورين نقلا عن بحرالمعارف.

2: لا يحتاج الحديث الى التوجيه لوضوح معناه، إذ معناه أن وجود هؤلاء ثمرة الموجودات التكوينية بأجمعها، فهم الغرض الاقصى من خلق الافلاك.

3: لا إشكال في أن قانون العلية العام الذي تثبته ضرورة العقل، و عليه تعتمد الابحاث العلمية -و القرآن الكريم يصدقه و يدركه الانسان بفطرته- (و هو ان لكل حادث مادي علة موجبة) و إن كان بحسب الدقة العقلية أن الفاعل و مفيض الوجود هو اللَّه تعالى، ولكن اللَّه تعالى ابى ان يجري الامور الا بأسبابها؛ والى ذلك نظر في المنظومة حين قال: (معطي الوجود في الالهي فاعل، معطي التحرك الطبعي قائل) ولكن ذلك في العلة الموجبة، لا العلة الغائية، وإلا فهي متأخرة عن المعلول فلا يلزم من الحديث اشكال فلسفي. واللَّه العالم.