موقع سماحة آیة الله العظمی السید محمد صادق الحسینی الروحانی (قدس سره)
يقول الإمام عليّ (ع) في دعاء الصباح: «يا مَنْ دَلَّ عَلى ذَاتِهِ بِذَاتِهِ»، فما معناها؟
استفتاء:

يقول الإمام عليّ (عليه السلام) في دعاء الصباح: «يا مَنْ دَلَّ عَلى ذَاتِهِ بِذَاتِهِ »، فما معناها؟ وهل هناك اختلاف بين الذات الدالّة والذات المدلول عليها؟

جواب:

باسمه جلت اسمائه
ذكرنا في كتابنا زبدة الاُصول(1): أنّ المراد بالفقرة المذكورة أحد معنيين:

1-  دلالة الذات على الذات بمعنى : أنّ الخالق سبحانه وتعالى لمّا خلق الخلق بفعل ذاته المقدّسة ، أصبح الخلق أدلاّء على ذاته ، من خلال ما أودعه فيهم من بديع الصنع وإحكام الإيجاد وعجائب التكوين ، فتكون الذات بواسطة فعلها قد دلّت على نفس الذات ، ولعلّ إلى هذا المعنى يشير الحديث القدسي : « كنت كنزاً مخفيّاً فأحببت أن اُعرف فخلقت الخلق لكي اُعرف».

2 - دلالة الذات على الذات بمعنى: أنّه تعالى ظاهر بنفسه، وكلّ ظهور لغيره لا بدّ وأن ينتهي إليه، فذاته ظاهرة بذاته، بخلاف غيره من المخلوقات، فإنّ ظهورها لا يكون إلاّ بغيرها، ولعلّ إلى ذلك يشير قول سيّد الشهداء الحسين (عليه السلام): «أَيَكُونُ لِغَيْرِكَ مِنَ الظُّهُورِ ما لَيْسَ لَكَ حَتّى يَكُونَ هُوَ الْمُظْهِرَ لَكَ». وعلى كلا المعنيين فالفرق بين الذاتين في العبارة الشريفة فرق حيثي لحاظي، وليس فرقاً حقيقياً.

------------------------------------------------------------

1- زبدة الاُصول 120.