موقع سماحة آیة الله العظمی السید محمد صادق الحسینی الروحانی (قدس سره)
ما هو المراد بالنور في دعاء العهد: «اللّهُمِّ رَبَّ النُّورِ الْعَظِيمِ وَرَبَّ الْكُرْسِيِّ الرَّفِيعِ»؟
استفتاء:
هل بإمكانكم التفضّل علينا بشرح هذه الكلمات الورادة في دعاء العهد: «اللّهُمِّ رَبَّ النُّورِ الْعَظِيمِ ، وَرَبَّ الْكُرْسِيِّ الرَّفِيعِ»، فما هو المراد بالنور؟ ولماذا وصفه بالعظيم؟ ومَن هو هذا النور؟ وما المقصود بالكرسي؟ ولِم وصف بالرفيع؟ وما سبب تسمية هذا الدعاء بدعاء العهد؟ ولماذا كرّر كلمة (ربّ)، فهل ربّ النور يختلف عن ربّ الكرسي؟
جواب:
باسمه جلت اسمائه
الظاهر أنّ المراد من النور مطلق النور الشامل لجميع مصاديقه، فلا يختصّ ببعض دون بعض ، ووصفه بالعظمة إنّما هو بلحاظ ذاته من ناحية وبلحاظ أثره من ناحية اُخرى، والمراد من الكرسي المكان الذي يرمز إلى العزّة والعظمة؛ ولذلك وصف بالرفعة ، وسمّي الدعاء المذكور بدعاء العهد لما ورد في آخرة من قوله: «اللّهُمِّ إِنّي اُجَدِّدُ لَهُ في صَبِيحَةِ يَوْمي هذا وَما عِشْتُ مِنْ أَيّامي عَهْداً وَعَقْداً وَبَيْعَةً لَهُ في عُنُقي»، وقد رويت تسميته بذلك عن الإمام الصادق (عليه السلام) ، وتكرارُ لفظ الربّ لعلّه لتأكيد أنّ ربوبيّة الله تعالى شاملة لجميع الممكنات رغم اختلافها في السنخ والحقيقة.