موقع سماحة آیة الله العظمی السید محمد صادق الحسینی الروحانی (قدس سره)
قول الزهراء (عليها السلام) لأمير المؤمنين (عليه السلام) : « اشْتَمَلْتَ شِمْلَةَ الْجَنينِ » هل صحّ صدوره عنها ؟ وكيف توجّهونه :
استفتاء:

 قول الزهراء (عليها السلام) لأمير المؤمنين (عليه السلام) : « اشْتَمَلْتَ شِمْلَةَ الْجَنينِ » هل صحّ صدوره عنها ؟ وكيف توجّهونه ؟

جواب:

 بإسمه جلت اسمائه  

بالتأمّل في تلك الجملة يظهر أنّها مدح عظيم من سيّدة النساء العارفة بمقام الإمام (عليه السلام) لبطولته وثباته وشرفه ، فإنّها قد رجعت بعد أداء الوظيفة ، وهي تحمل كلّ الإجلال والإكبار لأمير المؤمنين (عليه السلام) مخاطبة إيّاه لتخفّف عنه من أثقال الإمامة ، فقالت : « اشْتَمَلْتَ شِمْلَةَ الْجَنينِ » ، أي تحمّلت الأذى لمرضاة الله تعالى ، فــ « اشْتَمَلْتَ شِمْلَةَ الْجَنينِ » لتكون عين الفناء في ذات الله ، وتعبيرها بـ « اشْتَمَلْتَ » للإشارة إلى أنّه اشتمل بهذا الثوب ـ وهو ثوب الوقاية عن الدنيا وزخارفها ، بما في ذلك حبّ الزعامة والسلطة ـ بإرادة واختيار منه ، لا لقصور وتقصير ، نظراً لقدرته على المجابهة والمواجهة ، ولكنّه (عليه السلام)في مقابل ذلك اشتمل شملة الجنين ، ولم يحرّك ساكناً ; لأنّ وظيفته كانت هي السكوت والصبر ، وكأنّها (عليه السلام)تقول له : لقد أدّيت وظيفتك أحسن الأداء ، فأنت كما كنت مقداماً حينما كانت وظيفتك هي الجهاد والمواجهة ، كذلك كنت الصابر المحتسب حينما كانت وظيفتك هي الصبر على الأذى في جنب الله تعالى ، وقد قمتَ بتجسيد هذه الوظيفة أتمّ تجسيد ، ولا أروعَ من تصوير هذه الحالة من الصبر والاحتساب بغير التصوير الذي جاء في كلمات الزهراء (عليها السلام) : « اشْتَمَلْتَ شِمْلَةَ الْجَنينِ ، وَقَعَدْتَ حُجْرَةَ الظَّنينِ نَقَضْتَ قادِمَةَ الاْجْدلِ ، فَخانَكَ ريشُ الاَْعْزَلِ » إلى آخر كلامها ( أرواحنا فداها ) .