موقع سماحة آیة الله العظمی السید محمد صادق الحسینی الروحانی (قدس سره)
فما هو الثقل الأكبر ؟ كتاب الله ، أم آل محمّد :
استفتاء:

 ورد عن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) أنّه قال : « إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، أحدهما أكبر من الآخر » ، فما هو الثقل الأكبر ؟ كتاب الله ، أم آل محمّد ؟

جواب:

 بإسمه جلت اسمائه  

ممّا لا ريب فيه أنّ أصل حديث الثقلين حديثٌ متواترٌ مقطوعٌ بصدوره عن النبيّ الأعظم (صلى الله عليه وآله) ، إلاّ أنّ هذا لا يلازم القطع بصدور بعض الزيادات الواردة في بعض طرقه ، ومن جملتها الزيادة المُشار إليها في السؤال ، فإنّها من ناحية لم يتكثّر نقلها في جميع طرق حديث الثقلين حتّى يقال بتواترها ،ومن ناحية اُخرى لم تصلنا بطرق معتبرة يمكننا التعويل عليها ، بل كلّ طرقها مخدوشة السند ، مضافاً إلى معارضتها بغيرها ، كالحديث الذي أورده الديلمي في إرشاد القلوب عن رسول الله الأعظم (صلى الله عليه وآله) : « إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعليّ ابن أبي طالب (عليه السلام) ، وعليّ بن أبي طالب أفضل لكم من كتاب الله » ، والذي يظهر من بعض المأثورت أنّ هذا المعنى كان واضحاً عند أجلاّء الصحابة ، إلاّ أنّ أيدي الوضّاعين قد عبثت فيه ، والشاهد على ذلك أنّ ابن عباس لما قيل له : ما تقول في عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ؟ قال : ذكرتَ والله أجلّ الثقلين ، ومن سبق بالشهادتين ، و صلّى القبلتين ، وبايع البيعتين ، إلى آخر الحديث ، فعبّر عن أمير المؤمنين (عليه السلام) بأنّه ( أجلّ الثقلين ) ممّا يعني وضوح كون أهل البيت (عليهم السلام) بنظر الصحابة هم الثقل الأكبر .