موقع سماحة آیة الله العظمی السید محمد صادق الحسینی الروحانی (قدس سره)
ما هو تفسير قوله تعالى: «وَ وَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَى»؟
استفتاء:

ما هو تفسير قوله تعالى: «أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى» (1)، وقوله: «وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَى» (2)؟

جواب:

باسمه جلت اسمائه
الآيتان المذكورتان في السؤال من الآيات المتشابهة، ومثلها لا سبيل لمعرفة المقصود منه إلاّ بالرجوع للراسخين في العلم (عليهم السلام)، وبالرجوع إلى روايات أهل البيت (عليهم السلام) نصل إلى أنّ المقصود من الآية الشريفة: «أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى» أنّ اليتيم هو الشخص الفريد الذي لا نظير له، ومنه سمّيت الدرّة باليتيمة لأنّه لا مثيل لها ، ويكون الايواء حينئذ بمعنى إيواء الناس له.
بينما المقصود من الآية الاُخرى: «وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَى» أنّه (صلى الله عليه وآله) كان ضالاًّ بنظر قومه، لعدم معرفتهم به، ولكنّ الله تعالى قد منَّ عليهم ، فهداهم إلى معرفته.
وهذا التفسير الذي ذكرناه يستفاد من مجموع روايتين، قد أوردهما صاحب تفسير نور الثقلين(3) (رحمه الله تعالى) إحداهما عن الإمام الصادق (عليه السلام)، والاُخرى عن الإمام الرضا (عليه السلام)، علماً بأنّ الشيخ الجليل عليّ بن إبراهيم القمّي (رحمه الله تعالى) قد فسّر الآيتين الشريفتين أيضاً بنفس التفسير الذي ذكرناه ، ولا يخفى أنّ تفسيره المبارك يعتبر من أقدم وأهمّ التفاسير الواصلة إلينا، فيشكّل ذلك قرينة على أنّ التفسير المذكور هو التفسير الأكثر شيوعاً عند أصحاب الأئمّة (عليهم السلام)والقريبين من عصرهم ، سيّما وأنّه (رحمه الله) لم يذكر تفسيراً سواه.
مضافاً إلى ذلك: فإنّ التفسير المذكور هو التفسير اللائق بشخصيّة النبيّ الأعظم (صلى الله عليه وآله)، بلحاظ مجموع ما ثبت له من الخصائص والكمالات التي تحدّث عنها القرآن الكريم وروايات المعصومين (عليهم السلام)، ولذا فإنّه يكون مقدّماً على غيره من التفاسير ، حتّى وإن قطعنا النظر عن الروايتين المذكورتين.
-----------------------------------------------------------------
1- الضحى 6.
2- الضحى 7.
3- تفسير نور الثقلين 596.