موقع سماحة آیة الله العظمی السید محمد صادق الحسینی الروحانی (قدس سره)
فما معنى قول النبيّ موسى (عليه السلام) : ( رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي ) :
استفتاء:

 قال تعالى شأنه : ( فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌ مُبِينٌ * قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) ، فما معنى قول النبيّ موسى (عليه السلام) : ( رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي ) ؟

جواب:

 بإسمه جلت اسمائه  

أمّا قوله : ( قَالَ هذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ) ، فالمُشار إليه باسم الإشارة ( هذَا ) هو القتيل ، وبذلك يظهر استحقاقه للقتل وأمّا قوله : ( رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي ) ، فيتّضح المقصود منه من خلال ملاحظة مجموع الحادثة ، حيث أنّ الذي قتله النبيّ موسى (عليه السلام) ـ في سبيل نصرة وليّه ـ هو أحد الفراعنة ، وبقتله له كان قد جعل نفسه في معرض القتل والإبادة ، وهذا ما جعله يحاول الاستتار عن الأعداء حتّى لا  يريقون دمه ، فأشار إلى الأمر الأوّل ـ أي جعل النفس في معرض القتل ـ بقوله : ( ظَلَمْتُ نَفْسِي ) ، وأشار إلى الأمر الثاني ـ أي طلب الاستتار ـ بقوله : ( فَاغْفِرْ لِي )  إذ معنى الغفران الستر ، وقد سمّي المغفر ـ المستعمل في الحرب ـ مغفراً لأنّه يستر الرأس ويقيه من السيوف .