موقع سماحة آیة الله العظمی السید محمد صادق الحسینی الروحانی (قدس سره)
قال تعالى : الاْعْرَابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُوا حُدُودَ مَـا أَنْزَلَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ....... ولديّ أسئلة مرتبطة بالآيات :
استفتاء:

 قال تعالى : ( الاْعْرَابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُوا حُدُودَ مَـا أَنْزَلَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * وَمِنَ الاْعْرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَايُنْفِقُ مَغْرَماً وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوءِ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * وَمِنَ الاْعْرَابِ مَن يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَايُنفِقُ قُرُبَات عِندَ اللهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلاَ إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * وَالسَّابِقُونَ الاَْوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالاَْنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَان رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّات تَجْرِي تَحْتَهَا الاْنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِنَ الاْعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَاب عَظِيم ) ، ولديّ أسئلة مرتبطة بالآيات :

1 ـ  مَن هم الأعراب ؟ هل هم سكنة البادية من البدو العرب فقط ، أم البدو مقابل الحضر في كلّ شعوب العالم ، أم غير ذلك ؟

2 ـ  لماذا الأعراب أشدّ كفراً ونفاقاً ، هل لأنّهم يعيشون منعزلين عن مركز الحضارة الذي يمدّهم بالدين والأحكام ، أم للآية تفسير ومنحى آخر ؟

3 ـ  لماذا ذمَّ الله تعالى الأعراب ، مع أنّ من المتعارف لدينا أنّ الأعراب هم أكثر الناس محافظة على الموروث والتقاليد والاصرار عليها مقابل الحضر ؟

4 ـ  هل الآيات الكريمة مرتبطة بزمن النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، أم تشمل زماننا الحالي ؟
جواب:

 بإسمه جلت اسمائه 

1 - يُراد بالأعراب سكّان البادية ، سواء كانوا من العرب أم من غيرهم ، ويُراد بهم في بعض الآيات القرآنيّة فئة خاصّة من الأعراب ، كما في قوله تعالى : ( وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِنَ الاْعْرَابِ مُنَافِقُونَ ) ، فإنّه إشارة إلى بعض القبائل التي كانت تسكن حول المدينة المنوّرة ، ممّن كانوا يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر ، مثلهم مثل المنافقين من أهل المدينة المنوّرة .


2- إنّ وصفهم بأنّهم أشدّ كفراً ونفاقاً من أهل الحضر يعود لقساوتهم وجفائهم ونشوئهم بعيداً عن مشاهدة العلماء وسماع التنزيل ولذا قال تعالى عنهم : ( وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُوا حُدُودَ مَـا أَنْزَلَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ ) من الشرائع فرائضاً وسنناً وأحكاماً .

3-  الذمّ ليس لمطلق الأعراب ، بل لخصوص الكفّار والمنافقين من الأعراب فيما يتعلّق بسلوكهم العقائدي ، وشاهد ذلك مدح القرآن للمؤمنين منهم في قوله تبارك وتعالى : ( وَمِنَ الاْعْرَابِ مَن يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَايُنفِقُ قُرُبَات عِندَ اللهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلاَ إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللهُ فِي رَحْمَتِهِ ) .

4-  قدّمنا أنّ المقصود بوصف الأعراب في بعض الآيات الكريمة هم الذين كانوا في زمن النبيّ (صلى الله عليه وآله)يسكنون في محيط المدينة ، ولكنّ وصف الأعراب في بعضها الآخر يراد به مطلق أصحاب الرذائل والمعاصي من سكّان البوادي البعيدين عن معرفة العقائد الدينيّة والأحكام الشرعيّة .