موقع سماحة آیة الله العظمی السید محمد صادق الحسینی الروحانی (قدس سره)
والسؤال : أنّ العبد الصالح لمّا قام بإخبار نبيّ الله موسى (عليه السلام) عن حكمة فعله :
استفتاء:

 في سورة الكهف قال تعالى : ( أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَة غَصْباً * وَأَمَّا الْغُلاَمُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً * فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً * وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلاَمَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْراً ) .

والسؤال : أنّ العبد الصالح لمّا قام بإخبار نبيّ الله موسى (عليه السلام) عن حكمة فعله ، في الفعل الأوّل قال : ( فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا ) ، وفي الفعل الثاني قال : ( فَخَشِينَا  ) و  ( فَأَرَدْنَا ) ، وفي الفعل الثالث قال : ( فَأَرَادَ رَبُّكَ ) ، فمَن هم الذين أرادوا في الفعل الثاني ؟

ولماذا حصر الإرادة بنفسه في الفعل الأوّل ؟

ولماذا حصر الإرادة بالله جلّ جلاله في الفعل الثالث ؟

 
جواب:

 بإسمه جلت اسمائه  

ذكر المحقّقون من المفسّرين هذا السؤال وأجابوا عنه ، وخلاصة ما أفادوه : أنّ الخضر (عليه السلام) استعمل الأدب الجميل مع ربّه في كلامه ، فنسب الأعمال التي لا  تخلو عن نقص مّا إلى نفسه ، فقال : ( فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا ) ، وما جاز انتسابه إلى ربّه وإلى نفسه أتى به بصيغة المتكلّم مع الغير ، فقال : ( فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا ) و ( فَخَشِينَا ) ، وما يختصّ به تعالى لتعلّقه بالربوبيّة وتدبيره ملكه نسبه إليه ، فقال : ( فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا ) .