موقع سماحة آیة الله العظمی السید محمد صادق الحسینی الروحانی (قدس سره)
قال تعالى : ( قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِن أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي ) ، قال المفسّرون في تفسير هذة الآية :
استفتاء:

 قال تعالى : ( قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِن أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي ) ، قال المفسّرون في تفسير هذة الآية : إنّ السامريّ أخذ قبضة من التراب الذي تحت رجل الرسول ووضعها في العجل الذي صنعه لبني إسرائيل ،

السؤال : نحن نعلم أنّ المعجزة أو الكرامة تحدث لإرشاد الناس إلى الطريق الحقّ ، فكيف تحقّقت إذن هذه الكرامة مع أنّها ساهمت في إضلال بني إسرائيل ؟

 
جواب:

 بإسمه جلت اسمائه   

ما حصل للسامريّ ـ على فرض صحّة الرواية التي ذُكر مضمونها في السؤال ـ نظير ما حصل للراهب النصراني في عصر الإمام العسكري (عليه السلام) ، والذي كان يستسقي المطر فيسقى ، فكلاهما استفادا من بعض الأسباب المعنويّة في سبيل تحقيق بعض الظواهر المخالفة للعادة ، وقد تمّ لهما ذلك امتحاناً من الله تعالى لمن عاصرهما ، ولكنّ الله تعالى بحكمته البالغة ما أسرع أن كشف زيفهما ، وأبطل دعواهما ، حتّى لا  يكون في ذلك نقض لغرضه سبحانه وتعالى ، كما أنّ ذلك ليس من الكرامة والإعجاز في شيء ; إذ ليس كلّ أمر خالف العادة كان داخلا في أحدهما ـ كما هو مذكور في محلّه ـ وإلاّ لكان ما ظهر على يد مسيلمة الكذاب كذلك ، وهو ممّا لا  يمكن التفوّه به .